&

لم يأت تقرير بمعلومات جديدة، وكانت وسائل الإعلام قد أثارت ضجة لا مبرر لها، فالقاصي والداني يعلمون أن الحرب على العراق جرت زورا وبهتانا وأنها الخطوة الأولى ضمن مسلسل ضرب العواصم العربية لإعادة رسم خريطة الشرق الأوسط التي أعلنت كونداليزا رايس عنها في عام 2006 من تل أبيب، وقد تم فبركة الأدلة من قبل كولن باول الذي جمع جمعا غفيرا من الناس قبيل الغزو للاستماع إلى سجلته الاستخبارات الأمريكية من ممارسات من جانب الجيش العراقي، وكانت تسجيلات باعثة على الاشمئزاز، حيث كان التسجيل عبارة عن حديث عادي بين ضباط من الجيش العراقي. وقد نشرت الصحف البريطانية قول عالم الذرة ديفيد كيلي أنه لا يوجد أسلحة دمار شامل في العراق وأن توني بلير تلاعب بالملف العراقي وقد بثت محطة البي بي سي هذه الأقوال مما حدا بالحكومة البريطانية تغيير إدارة المحطة، ثم عثر على جثة كيلي مقتولا ولكن الحكومة البريطانية ادعت أنه انتحر. ويمكن قراءة القصة كاملة على الرابط ( on-years-10-death-kelly-http://www.theguardian.com/politics/2013/jul/16/david)

كما أن هانز بلكس، الدبلوماسي السويدي الذي فوضته الأمم المتحد لتفتيش العراق عن أسلحة دمار شامل صرح أنه لا يوجد أسلحة دمار شامل في العراق قبيل الحرب، وقد صرح بلكس لصحيفة الغارديان بقوله "هؤلاء الأوغاد في واشنطن ينشرون أشياء سيئة في الإعلام." (يمكن قراءة القصة على الرابط (http://edition.cnn.com/2003/US/06/12/blix.interview.cnna/)

ومن حيث قانونية الحرب، فقد فشلت الولايات المتحدة وبريطانيا في انتزاع موافقة من مجلس الأمن لشن الحرب على العراق، ومع ذلك فقد قررت الدولتان الذهاب بمفردهما إلى الحرب، على الرغم من استجابة العراق لكافة الشروط التي فرضها عليه مجلس الأمن من تدمير الأسلحة والسماح للمفتشين بالدخول وغيرها من القرارات التي بلغ مجموعها 39 قرارا ما بين عامي 1992 و 2002، وكان واضحا أن الولايات المتحدة تريد تدمير العراق تحت أية ذريعة دون موافقة مجلس الأمن، لتنتقل بعد ذلك إلى بقية الدول العربية، وتعيد تقسيم المنطقة إلى دويلات متناحرة على أسس عرقية وطائفية.

من جانب آخر، ما فائدة التقرير إذا لم يكن له أهداف يسعى إلى تحقيقها؟ بريطانيا تعلم أنها منحت فلسطين لليهود وشردت شعبا بأكمله وتعلم أنها شاركت في مأساة العراق بشكل آثم، وقتلت ما يزيد عن مليون عراقي ولا يزال العراق ينزف. ولو تعمقنا بالتفكير نستنتج أن تدمير العراق لم يكن له أي هدف يذكر سوى إطلاق يد إيران في المنطقة، وإشعال حرب طائفية تدمر كافة الدول العربية. وقد لعبت على وتر الطائفية في العراق وسوريا، ولا نأسف سوى على الشعوب التي انساقت خلف الفتنة، ولو كانت أكثر وعيا لقامت بتعيين رئيس ملحد لا يعرف الأديان، بل يؤمن بالوطن فقط وخدمة مصالحه ومصالح شعيه.