&

طبعا الاسباب كثيرة ولكن سنتوقف عند البعض منها.
&
السبب الرئيسي للفشل هو ان قسما من الجيش قام بالمحاولة الانقلابية وليس الجيش كله كما كان يحدث في جميع الانقلات السابقة.
&
لعل من المفيد المرور سريعا بالتذكير بالانقلابات السابقة:
&
تركيا تحولت الى النظام الانتخابي البرلماني عام 1950.
&
منذ ذالك التاريخ قام الجيش التركي بالانقلاب على الحكومات المنتخبة بمعدل مرة كل عشر سنوات تقريبا علما ان السلطة الحقيقة كانت دائما بيد العسكر من وراء الستار في ظل كل الحكومات التركية المنتخبة حتى وصول حكومة حزب العدالة والتنمية الى السلطة عام 2002 وذلك من خلال الدولة السرية المعروفة.
&
ــ الانقلاب الاول كان على حكومة عدنان مندريس في عام 1960 وتم تنفيذ حكم الاعدام به وعلى عدد من زملائه.
&
ــ انقلاب 12 آذار 1971 وكنت حينها طالبا في مدينة استنبول وصدر بيان الانقلابيين في الاذاعة حوالي الساعة الخامسة بعد الظهر.
&
الانقلاب جاء على شكل بيان من قيادة الجيش حيث غادر بعدها رئيس الحكومة سليمان ديميريل هاربا من مبنى رئاسة الوزراء دون الغاء البرلمان ولكن تم تعيين رئيس آخر للحكومة من خارج البرلمان هو نهاد اريم من قبل العسكر وتم فرضه فرضا على البرلمان.
&
ــ انقلاب 12 ايلول 1980 الشهير بقيادة رئيس الاركان كنعان افرن ومعه دخلت تركيا تحت نير عبودية العسكر وظلمه العاتي وعانى الشعب بجميع اطيافه كل انواع الذل والمهانة لعدة سنوات.&
&
ــ انقلاب 28 شباط 1997 الشبيه بانقلاب 12 آذار 1971 حيث تم طرد نجم الدين اربقان الاسلامي والاب الروحي لقيادات حزب العدالة والتمية الحالي دون حل البرلمان. بسبب تخاذل اربقان امام العسكر في حينه اتجه الجيل الاصغر وعلى رأسهم طيب اردوغان وعبد الله غول وغيرهم الى تشكيل حزب العادلة والتنمية الحالي.
&
في جميع الانقلابات السابقة كان الجيش يتحرك كتلة واحدة بقيادة رئيس الاركان ومعه قيادات القوى البرية والجوية والبحرية والجاندارمة.
&
في هذه المرة اي المحاولة الانقلابية يوم امس الاول قام قسم من القيادات والقطعات بالمحاولة الانقلابية موضوع البحث وليس قيادة الجيش ممثلا برئيس الاركان بل تم القاء القبض عليه.
&
السبب الآخر للفشل هو وقوف جميع قطاعات الشعب وقواه السياسية دون استثاء ضد الانقلاب بما فيه احزاب المعارضة ومن ضنمهم الحزب الكردي حزب الشعوب الديمقراطي الممثل في البرلمان ونزل الشعب كله الى الساحات يقف في وجه دبابات العسكر.
&
الخوف من الجمهور المتدين الذي يقف الى جانب حزب العدالة وهو يشكل حوالى 50% من السكان كان له اثر كبير في فشل المحاولة الانقلابية.
&
اجماع وتوافق شعبي وسياسي ضد الانقلاب ليس له نظير في تاريخ الدولة التركية.
&
حتى الذين كانوا سياسيا ضد رئيس الجمهورية السيد طيب اردوغان وقفوا الى جانبه ضد العسكريتاريا ومنذ الساعات الاولى دون تردد.
&
هناك مقولة مشهورة معروفة في تركيا منذ ايام الدولة السرية ومفادها: كل جيوش العالم تحمي شعوبها الا العسكر التركي الذي يستعمر شعبه. الشعب ذاق الويلات على يد العسكر الذي يتمتع بامتيازات خاصة وهو كان يرى انه الوحيد الذي بنى الدولة ويحميها بل ويملكها.
&
السبب الآخر والاهم هو ان الشعب في تركيا وصل به الوعي والادراك ان لا بديل عن الديمقراطية ولم يعد يقبل بوصاية العسكر والعودة الى عهود الذل والعبودية التي عانى منها على يد العسكر طيلة القرن المنصرم.
&
في اعتقادي هذه آخر علاقة بين الجيش التركي والسياسة اي انتهى عهد استعمار العسكر.
&
لقد نجح حزب العدالة من تحرير مجلس الامن القومي اعلى هيئة سيادية في الدولة من هيمنة العسكر منذ سنوات.
&
ولكن هل سيتم ربط الجيش بوزارة الدفاع بدلا من وضعه الحالي و الخاص والمرتبط برئاسة الحكومة والذي يمنحه درجة اعلى لرئيس الاركان على وزير الدفاع الذي هو مدني كبقية الوزراء؟
&
اتفه منصب في الحكومات التركية هو منصب وزير الدفاع الذي ليس له اية سلطة في ادارة الجيش اللهم دفع الرواتب والتوقيع على القرارات وما شابه.
&
المشكلة الكبيرة التي خلقتها المحاولة الانقلابية هو انقسام الجيش على نفسه بين القيادات والرتب العسكرية والتي تنذر بحدوث ازمات وزلازل في بنية الجيش التركي مستقبلا.
&
هل سيستفيد اردوغان من هذه الصدمة للعودة الى السياسات الصحيحة التي انتهجها في بداية عهده لا سيما سياسة الانفتاح على الكرد والعودة الى مشروع العملية السلمية معهم واعادة الروح الى عملية الانضمام الى الاتحاد الاوروبي؟
&
&
&
كاتب كردي
&