مجموعة من الضباط و الأفراد من الجيش التركي قاموا بانقلاب عسكري على النظام الديمقراطي في تركيا الممثل بحزب العدالة و التنمية و على رجب طيب اردوغان...!!!! هكذا كانت البداية، و بينما كانت العملية الانقلابية في أوجها، أعلن فشل الانقلاب، و سرعان ما تبين أن عدد المشاركين بالانقلاب قد بلغ 7000 أو ربما ضعف هذا الرقم أو أكثر و يشمل هذا العدد الضباط و الجنود و القضاة و المدنيين. و بعد نشر الخبر و في مشهد نادر، يظهر الرجل الأقوى في العالم و الشرق الأوسط – كما كان يتوهم وربما لا يزال - على شاشةCNN التركية، المؤسسة الإعلامية الكبرى، عن طريق ال "السكايب" و كأنه فارٌ ومختبئ في وكر من الأوكار، و يطلب من الشعب النزول إلى الشارع و وقف العملية الانقلابية رغم أنه كان بإمكانه، و هو رئيس دولة كبيرة و يملك العديد من الفضائيات و وسائل الإعلام، أن يظهر بشكل مباشر و عبر الأقمار الصناعية من موقع استجمامه "ملاطية" و يلقي كلمة يتناول فيها الانقلاب...!! لكن يبدو أن كاتب السيناريو و المخرج و المنتج، و لإدخال عنصر التشويق في التمثيلية، قرروا أن يدخل أردوغان بهذا المشهد الدرامي الحزين بعد أن قرأ الجمهور، و أدرك أن جمهوره التركي و الإسلامي سيكون أكثر تأثراً بالمشهد و سيكسب أكبر عدد من الناس في هذا المشهد المؤثر. إذا... أين هو الانقلاب...؟؟ و من هم الانقلابيون؟؟ و من دعمهم..؟؟ و كيف للانقلابيين القيام بهذا العمل دون التخطيط الصارم المحكم، سيّما أن الدولة التركية هي دولة مخابراتية من الطراز الأول يتحكم أردوغان و جماعته بجميع مفاصل الدولة و المجتمع. أسئلة كثيرة تحاصر الملايين من متابعي الشأن التركي حول هذا الانقلاب المزعوم و كيف و لماذا..؟؟

من السهولة فعلا لو أننا قرأنا الأسئلة و استخلصنا أجوبتها من الأحداث التي تلاحقت و كشفت زيف إدعاء أردوغان و جماعاته عبر السؤال الأهم: كيف يمكن لحزب أو مجموعة عسكرية أو مدنية أن يقوم بانقلاب على نظام حكم يتمتع بقوة و يتحكم بجميع المؤسسات العسكرية و الأمنية و القضائية و الإعلامية كالنظام التركي، أن ينسى أو يرتكب حماقات بهذا الشكل؟! كأن لا يقطع شبكة الاتصالات، أو أن لا يسيطر كأول خطوة على الوسائل الإعلامية و الفضائيات لبث رسائله، ثم كيف للسلطات الاردوغانية و بهذه السرعة القياسية أن تظهر كل هذه الأسماء المشاركة في الانقلاب؟؟! دون أي تحقيق على خلاف القانون و مبادىء حقوق الإنسان، و بأسلوب قمعي طال الآلاف من المواطنين الترك من المعارضين لحكم أردوغان، على اختلاف مواقعهم،عناصر من الجيش , قضاة, اعلاميين, وحتى أناساً عاديين... إذاً لابد أن تكون العملية قد تم الإعداد والتخطيط المسبق لها بدقة وحرص شديدين، فالمتهمون تم تسميتهم وتحديدهم مسبقاً ولائحة الاتهام مجهَّزة سلفاً، و الهدف منها إزالة أي معارض له،لا بل وقتله و ذبحه على الطريقة الداعشية،كما تم فعلا عندما ذُبح جندي على جسر البوسفور من قبل أنصار أردوغان..!!

المسلسل الاردوغاني ما زال مستمراً، و الحلقة الأخيرة ربما لن تأتي إلا بتتويج أردوغان خليفة للمسلمين يحل محل البغدادي و بن لادن, هذا ما بدا واضحا في ترديد شعارات التكبير في مظاهرات مؤيديه و أحاديثه الاعلامية , فقد أكدت مصادر إعلامية أن عناصر من حزب أردوغان قتلت أكثر من 700 مواطن ما بين عسكري و مدني و أن معظمهم ينتمون إلى الطائفة العلوية، أن الإرهاب الممارس بحق الشعب التركي بحجة الخيانة في ذروته، حيث تشير الاخبار الواردة من المدن و القرى و المؤسسات التركية أن حالة الهلع و الرعب سائدان، حتى باتت الحياة السياسية معدومة فعلا، وكأن لا أحد في تركيا إلا الإخوان المسلمون من حزب العدالة و التنمية، و مع كل هذا الوضوح تستمر بعض القنوات العربية في تلميع صورة اردوغان و حزبه، وتزعم بأن الديمقراطية هي التي انتصرت، وتتوج أردوغان خليفة للمسلمين.