کان الاعتقاد السائد لدى أغلب المراقبين و المحللين السياسيين إن منظمة مجاهدي خلق العدو اللدود و العنيد للجمهورية الاسلامية الايرانية و بعد الاحتلال الامريکي للعراق و هيمنة النفوذ الايراني على البلاد، بأن هذه المنظمة قد صارت بحکم المنتهية و التي لم يعد لها من دور، ولاريب من إن هذا الرأي کان سائدا طوال الاعوام الماضية و مع کل المتغيرات و التطورات التي حدثت خلال ذلك فإن العديد من الاوساط الاعلامية و السياسية ظلت تردد ذلك الرأي و کإنها النسبة الثابتة!
منذ عام 2003، ومع کل تلك الهجمات و الحملات و المخططات المختلفة التي تمت ضد أعضاء منظمة مجاهدي خلق المتواجدين في معسکر أشرف و من بعدها في مخيم ليبرتي، ومع إستخدام کل النفوذ و الامکانيات السياسية و الاقتصادية لطهران إقليميا و دوليا من أجل کبح جماح منظمة مجاهدي خلق و تضييق الخناق عليها و إنهاء دورها على مختلف الاصعدة، بيد إن الرياح لم تجر بما تشتهي السفن، ونجحت المنظمة وفي عز فترة بروز و تنامي الدور الايراني، من تخطي و تجاوز الکثير العقبات و العراقيل ولاسيما في الخروج من قائمة الارهاب التي وضعت فيه على أثر صفقة سياسية في عهد کلينتون خاتمي.
&الملفت للنظر، إنه وبعد أن تم التوصل للإتفاق النووي بين مجموعة دول 5+1 و بين طهران، فقد عاد الکثيرون للتصور بأن طهران قد تجاوزت أخطر مرحلة و بإنها عبرت الى الضفة الاخرى، وتبعا لذلك فقد صار لدى البعض قناعة بأن منظمة مجاهدي خلق قد وصلت الى طريق مسدود في صراعها ضد الجمهورية الاسلامية الايرانية لکن التجمعات السنوية التي دأبت على إقامتها منظمة مجاهدي خلق سنويا، والتي ولأعوام عديدة کان الاعلام العربي يتجاهلها، توفقت أخيرا و بصورة خاصة في مهرجان عام 2016، في کسر هذا الطوق ولاسيما بعد حضور الامير ترکي الفيصل و الحضور المصري الاستثنائي، فقد عادت المنظمة لتٶکد من جديد إستمرار و بقاء دورها کند لطهران.
اليوم، وبعد مرور عام على الاتفاق النووي، فإنه و طبقا لما تٶکده مصادر من داخل إيران، فإن هناك 70% من الشعب الايراني يعيشون تحت خط الفقر کما إن 30% منه يعانون من المجاعة، کما إن إيران صارت في طليعة الدول التي تنفذ عقوبة الاعدام، فإن هناك جملة متغيرات جديدة لکل منها معناها و مغزاها الخاص وفي مقدمتها توسع الدور الروسي و وصوله الى حد إستخدامه لقاعدة همدان الجوية لتنفيذ ضربات جوية في سوريا ناهيك عن التضارب و التناقض الواضح في السياسة الخارجية لطهران، وهو ماأثار الکثير من الجدل و الامتعاض حتى في داخل الاوساط الحاکمة في طهران نفسها، وکذلك و بعد نشر الملف الصوتي الخاص بآية المنتظري(أيام کان نائبا للخميني)، والذي خاطب فيه اللجنة المشرفة على تنفيذ التي جرت في صيف عام 1988، من إعدامات بحق الآلاف من أعضاء و أنصار منظمة مجاهدي خلق قائلا: "ما قمتم به أبشع جريمة ترتكب في الجمهورية الإسلامية والتاريخ سوف يديننا، وسوف يسجل أسماءكم في قائمة المجرمين"، وماقد يکون لهذا الملف من آثار و تداعيات مستقبلية على المسٶولين الايرانيين المتورطين بتلك الاعدامات، وکل هذا يرسم في الافق خطوطا و مٶشرات کلها لاتبعث على الامل و الاطمئنان بالنسبة لمستقبل الأوضاع الجارية في إيران و التي تٶکد کلها بأن المعادلة التي کانت قائمة قد تغيرت و لم تعد لصالح طهران.
التعليقات