&&
&نجح الإعلام الغربي بخلق " صورة " لشخصية القاتل الإسلامي الإرهابي، فوضع له ملامح ثابتة مثل اللحية الكثة ونظرات حادة وحزام ناسف وطاقة إنتحارية لكائن بليد هدفه إبادة الآخر، مايجعله مبعث خوف ورعب لمن يراه أو يتخيله.
وفي ضوء ذلك صارت تتزايد ضد المسلمين شتى أنواع الممنوعات وتُشدد التحذيرات وأساليب الرفض والتسفير وغيرها من المضايقات وصورالإذلال.
تلك الصورة لم يصنعها الإعلام الغربي من العدم، بل هي مركبة من ملامح بعض المنحرفين عقليا ً ممن ارتكبوا جرائم ضد المجتمعات الآمنة التي آوتهم ورعتهم، عندما تخلت عنهم أوطانهم وشردتهم في أرض الله الواسعة.
لكن هذه الصورة ليست النسخة الأصلية للقاتل الإسلامي الحقيقي، بل ربما تكون هذه الكائنات الإجرامية أحدى ضحاياه، أو نتاج تصنيع غربي وفق استراتيجات اقتصادية وسياسية بموجب دورة الإنتعاش الإقتصادي وشروطه التسويقية، أو استعمارية تقتضي ضرورة وجود عدو بدلائل التمثيل الديني، بحسب دوافع ( المسيحية الجديدة ) أو حتى نظرية تصادم الحضارات التي نادى بها(هنتنغتون).
القاتل الإسلامي الحقيقي لايستخدم الرصاص أو السكين أوالعبوة الناسفة، إنما هو يقترح شخصية بمنتهى الأناقة وأرقى أنواع العطور والأزياء بماركاتها العالمية الشهيرة، تلاحقه العدسات مثل بقية المشاهير وتحفل بحضوره الفضائيات وشاشاتها المتنوعة، تعجب به النساء ولاينقطع عن الحضور المميز في الأوقات المميزة والعناوين المميزة التي تستحضر التاريخ وكل عناوين المجد والبطولات والمآثر.
النسخة الأصل للقاتل تحظى بكل أنواع الحمايات والسيارات المصفحة والقصور الفخمة والطائرات الخاصة، والخدمة الممتازة في كل شيء بدءا من أحجار الماس والياقوت في محابس أصابعه، مرورا بإزرار الذهب للقميص وصولا لساعته السويسرية المصنعة خصيصا ً ليديه "الكريمتين".
القاتل الحقيقي يقدم أنموذج الحكومة ( الملائكية) فيبيع الوطن والمواطن، وينهب المال العام ويوزعه على مكاتب" الملائكة".
القاتل الإسلامي هو من يعيد البلاد الى ماقبل عصر الدولة، يميل للهدوء فيمنع الغناء والموسيقى، روحه تقيم في العتمة فيصدر أمرا ً بمنع الكهرباء، يمنع جميع الأشياء عن الشعب، ويعطي لهم حرية ان يسجدوا أو يصفقوا أو يموتوا من أجله.
النسخة الأصلية الأولى للقاتل الإسلامي هو من يقوم بتشريد الشعب ويحتمي بسفارات الدول " الكبرى"، يعتصم بأسوار منيعة خوفا من الإنقلاب، في منطقة خضراء توفر له كل شيء باستثناء الحرية والكرامة والشرف.
&النسخة طبق الأصل للقاتل الإسلامي تنتشرعلى وجوه جيش الأبالسة الذين يستدعون خرافات ألف عام، ليعيدوا تصنيعها بفتاوى تحقن أشباه البشر بطاقات جهنمية للإنتقام، تؤلب على القتل المتبادل بين الطوائف والأديان، تجعل من الوجود الانساني للمسلم المسكين الهارب من الخوف والتهديد والباحث عن الأمن، عاهة بشرية أو عدوى ينبغي مكافحتها في عالم لايعرف طريقا ً للعدالة.&
&
التعليقات