&
يمر الحزب الشيوعي السوداني اليوم ، بمحكّات كثيرا ما مر بمثلها ، وبما هو اقوى منها في تـاريخ نضاله ضد الامبريالية واليمين والرأسمالية.
فالحزب اليوم ، يشهد انقساما تقوده أطراف اتخذت رايا نقيضا لفكرة الحزب الاساسية المعتمدة على الماركسية اللينينية وصولا إلى الشيوعية كهدف أخير يسعى له الحزب ، ليجعل من موارد البلاد ومكاسبها الاقتصادية ملكا للدولة ؛ بما يتيح تقسيما عادلا لمواردها بين الشعب ، وتوفير حياة متساوية له في المـأكل والمشرب والصحة والتعليم وكافة اوجه الحياة.
الاطراف التي تتحرك داخل الحزب ، حاليا ، والتي وصفتها اللجنة المركزية للحزب بانها اطراف اتخذت من بعض الافكار اليمينية منهاجا لها حين قبلت أن يكون للدولة دور اقل تدخلا ، إلى جانب قبولها بترك فرص اكبر للرأسمالية كما في منهاج الاحزاب الاشتراكية الديمقراطية ، (وهى ذات الفكرة التي دعا اليها د. الشفيع خضر ،الموصوف من قبل اللجنة المركزية ذاتها بأنه صاحب افكار انقسامية) نتيجة رؤيته بالاشتراكية الديمقراطية التي ظل يدعو لها بخجل منذ عدة سنين فى الصحف السودانية بعد انتشار موجة من الكتابات الناقدة للعمل السياسي والحزبي لمجموع الاحزاب السودانية كافة ، وذلك بعد أن اجبرت سلطة الانقاذ على فتح مجال يسير للكتابة الحرة كمتنفس.
لقد أخذ الطبيب السودانى الشفيع خضر فى الدعوة الى افكاره التي اتفق معها كثيرون من أجل أحداث تغيير فى الكثير من الأدبيات والأفكار الماركسية وتطبيقاتها بهدف الوصول الى مجتمع اقل حدة حيال تناقضات الواقع الطبقي وكذلك ؛ من اجل التقليل من شدة استغلال الانسان لأخيه الانسان.
لقد سعى د. الشفيع خضر، بحسب البيانات المتتالية التى نشرتها اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوداني , إلى استنفار البعض دعما لفكرته داخل الحزب. وأكدت اللجنة ؛ ان اتصالات الدكتور الشفيع لم يكن فيها مصارحة للحزب ، او اخطار سابق كما تقضي بذلك تقاليد العمل الحزبي في كافة الأحزاب حيال أعضائها ، يمينية كانت ام يسارية , ونتيجة لسعيه ذاك ذكر بيان اللجنة المركزية ان: المفصول الدكتور الشفيع لم يعمل على المثول للجنة
المركزية لاستجوابه , وعند مثوله بعد اكثر من عام فأنه اتخذ سلوكا عدائيا فجا فى اجتماعات اللجنة المركزية.
وكان الشفيع خضر ، بدوره ، قد اصدر بيانا استنكر فيه على الحزب نكران جهود ابناءه ، واستغلال وسائل الاعلام في فصله ؛ الأمر الذي استدعي ردا من اللجنة المركزية للحزب ، بما يفيد أن هذا هو التصرف الواجب تجاه د الشفيع. لكونه صاحب ثقل ودور تاريخي في الحزب ؛ لذا كان من الأولى للحزب إعلان خبر فصله من خلال وسائل الاعلام.
بعد هذا السرد يمكن الأخذ في قراءة واقع المماحكات التي حدثت في عملية فصل الدكتور الشفيع خصر وزملاءه من الحزب , بما يجعلنا نضع اللائمة على الطرفين من اجل النقد السليم ؛ فالحزب الشيوعي السودانى , رغم اختلاف كثير من السودانيين مع ادبياته وسلوك افراده ، الا انهم يعولون عليه للمساهمة في اسقاط النظام ؛ الأمر الذى يوجب على الحزب توضيح الخطوط المستمرة في نقد الماركسية ، وتبيان الخلاف بشفافية داخل تياراته المتصارعة ، على الملأ كي لا يتفاجؤوا بها ، في حال فصل مجموع من الزملاء. لقد الزم الحزب الشيوعي عمليات قراءة الماركسية اللينينة داخله ولم يدفع بها للأمام بما يترك لها مساحات الحرية ، وكأنها شأن امنى يتعلق بتأمين الحزب لعمله السرى في سعيه من اجل اسقاط النظام , كما لم يوضح تاريخ مساءلة الزميل الشفيع طوال الفترة المديدة التي لم يفصح عنها الحزب الا عند اوان فصل زميلهم السابق؟
كذلك ثمة مآخذ على د. الشفيع لعدم التزامه بخطوط الحزب إلى حين موافقة الحزب على افكاره. فالزميل الشفيع ، لم يطرح فكرة تغيير الحزب بعد المؤتمر الخامس ، لكنه سعى لصنع تكتلات داخل الحزب. وهى لغة واسلوب سياسة يفهم منها عدم الاطمئنان حيال بعض السياسيين في الحزب في الوقت الذي تستوعب فيه قنوات الاحزاب السياسية كل الافكار الجديدة ؛ حال طلب نشرها ، عوضاً عن اتخاذ خطوات اكثر عنفا!
&
* كاتب سوداني
التعليقات