بالإضافة الى التأريخ المشترك لشعوب المنطقة فقد كانت العلاقات الكوردستانية مع العواصم والشعوب العربية&جيدة&حقا، وكان للعديد من هذه العواصم مواقف مشرفة الى جانب النضال الوطني الكوردستاني اعتبارا من مواقف الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر الذي فتح اول إذاعة باللغة الكوردية في القاهرة واستقباله للزعيم&التاريخي&الكوردستاني مصطفى البارزاني عند عودته من الاتحاد السوفيتي واحتفاظ مصر حتى اليوم حكومة وشعبا بعلاقات جيدة مع شعب كوردستان، مرورا بالعلاقات مع المملكة العربية السعودية&المتفهمة والمساندة لمطاليب وحقوق شعب كوردستان&و كنت شخصيا شاهدا على بعضها عندما كنا في المعارضة&رغم&خطورة ذلك على العلاقات بين السعودية والعراق،&أيضا كانت ولا تزال هناك علاقات متميزة مع المملكة الأردنية الهاشمية اعتبارا من مواقف المغفور له الملك حسين حتى الشخصية منها اذ صرح في مقابلة &مع قيادي كوردستاني معروف بان لديه داخل الاسرة أقرباء كورد عن طريق المصاهرة ولاتزال علاقات المملكة الأردنية الهاشمية شعبا وحكومة بالشعب الكوردستاني اكثر من ممتازة&وكذلك كانت ولاتزال العلاقة مع الجارة الكويت شعبا وحكومة اكثر من متميزة&

ما سبق&هي مجرد امثلة على ان العلاقات الكوردستانية&ـ&العربية كانت بخير رغم ان&ظروف المنطقة ومتطلبات العلاقات العربية&ـالعربية&لم تكن ملائمة دائما&لإبراز&هذه العلاقات وابداء التأييد العلني للمسالة الوطنية الكوردستانية وهي دليل على ان العواصم العربية الأساسية والمهمة احترمت إرادة شعب كوردستان وحقوقه المشروعة ونضاله الوطني عدا بغداد&عاصمة&الانفالات&التي كانت ولاتزال تشكل ركيزة معاداة الشعب الكوردي&ومحاربته&والتنكر لحقوقه القومية الديموقراطية المشروعة&رغم كل التغيرات التي حدثت في العراق وتأسيس النظام الاتحادي ودستوره الموضوع عمليا على الرف

الحقيقة&أعلاه&لا يمكن تجاهلها لمجرد وجود شخصية صديقة للشعب الكوردستاني في قمة السلطة كالسيد عادل عبد المهدي المطوق والمحاصر من اغلب مراكز القوى في بغداد ولعل ابلغ دليل على حالة العداء الدائم والمواقف السلبية&من الشعب الكوردستاني هو ما يجري تحت قبة البرلمان العراقي الذي اصبح منبرا لمعاداة شعب كوردستان وحقوقه القومية المشروعة ويتبارى الكثير من البرلمانيين في اظهار عدائهم لكل ما هو كوردستاني ويحاولون الغاء حقوقه الدستورية وعرقلة تنفيذ ما يخصه من بنود وطرح مشاريع عنصرية لمحاصرته اقتصاديا وسياسيا......الخ انطلاقا من الأفكار العنصرية للاستعمار الاستيطاني والروح العدوانية للاستعلاء القومي ونهج الغاء الاخر المتخلف، الامر الذي&يثير وباستمرار التساؤل في الشارع الكوردستاني عن جدوى البقاء ضمن اطار&دولة&الفشل العام والفساد المستشري والتنكر الصارخ لحقوقه القومية وللشراكة الحقيقية،&دولةالاستعمار الاستيطاني التي لم تترك وسيلة إجرامية لم تجربها ضد شعب كوردستان ابتداء من القمع والتهجير والترحيل&والانفالات&وحملات الإبادة الجماعية وتدمير أربعة الاف قرية وانتهاء باحتلال اكثر من نصف كوردستان بما فيها مركز محافظة كركوك&والى متى على الشعب الكوردستاني ان يدفع ثمن حماقات&دونكيشوتات&بغداد الذين لا يتسابقون فقط في الإعلان عن معاداتهم لشعب كوردستان وانما اصبح هذا الإعلان وسيلة للحصول على المغانم والمراكز والمناصب العليا في البلد.

صحيح ان حكومة إقليم كوردستان&تبذل&جهودا&استثنائية&جدية ومستمرة لحل المشاكل العالقة مع بغداد&احتراما وتقديرا للعلاقات التأريخية مع الشعب العربي ونظرا للمواقف الإيجابية (الى حد ما) لحكومة السيد عادل عبد&المهدي ولكن للتاريخ فان هذه المساعي والجهود المبذولة لن تحقق اية نتيجة تذكر ولن يكتب لها النجاح بسبب استمرار سيادة عقلية الاستعمار الاستيطانيوالمباراة الحامية الوطيس في معاداة&شعب كوردستان وحقوقه المشروعة&على كل المستويات&بما فيه&المستوى الإعلامي الذي يفترض فيه الالتزام بالحياد والانصاف والحرص على الوحدة الوطنية المزعومة التي يتشدقون بها صباح مساء

ما سبق يؤكد على ان الطريق الوحيد الصائب والسليم امام شعب كوردستان&يكمن في&تفعيل نتيجة الاستفتاء الشعبي التاريخي في 25/9/2017 والذي اختار المواطنون&الكوردستانيون&بنسبة 93% الاستقلال عن العراق ومطالبة الهيئات الدولية والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وعواصم العالم المؤثرة&لإقرار&حق شعب كوردستان في الحرية والاستقلال&واحترام ارادته&واغلب الظن ان العواصم العربية التي كانت ولاتزال على علاقة وثيقة بالشعب الكوردستاني ستقف الى جانبه وستبقى العلاقات الكوردستانية ـ العربية بخير&ومتميزة&بغض النظر عن المواقف العنصرية&لدونكيشوتات&بغداد.