ركز النظام الايراني منذ بداية الازمة بينه وبين الولايات المتحدة ، على دعم نقاط قوته التي تضمن توازن الردع والرعب.
اهم هذه النقاط كانت التلويح بالقدرة على احداث الايذاء والتخريب المباشر وغير المباشر للمصالح الحيوية لحلفاء الولايات المتحدة في منطقة الخليج العربي .&واستخدام وكلاء ايران المترابطين بالعقيدة والولاء للحرس الثوري الايراني او ما يسمى بـ&( اذرع ايران) وهي مجموعة من المليشيات التي تتبع ايران عقيدياً وهي مستعدة للتضحية في سبيل الدفاع عن المصالح الايرانية في كل وقت ، وهي قادرة على احداث تهديد بري للمصالح الامريكية في المنطقة وايضاً احداث الضرر على الحكومات الحليفة للولايات المتحدة بصورة مباشرة او غير مباشرة.
هجمات الحوثيين وقصفهم لاهداف داخل المملكة العربية السعودية ، كذلك قيام المليشيا المرتبطة بايران بضرب محيط السفارة الامريكية في بغداد.
يبدو ان ايران اعتقدت ان هذه العناصر سوف تحافظ على مسار الصراع بينها وبين الولايات المتحدة تحت السيطرة لاطول فترة ممكنة مهددة الاوربيين بين فترة واخرى بانها سوف تخفض تعهداتها النووية في حال فشلوا في اقناع حليفتهم الولايات المتحدة في ان تخفف العقوبات الصارمة . ومن جهتها حولت الولايات المتحدة العقوبات على النظام الايراني الى حبل مشنقة متين يزداد خنقاً كلما تحرك هذا النظام .
مؤخراً ظهر على ساحة الصراع الايراني الامريكي عامل جديد وهو الضربات الاسرائيلية الجوية. هذا العامل ليس جديداً &في وجوده وتأثيره على مجريات الصراع بل في الاداء والدور.&
ومع ضعف التمويل الذي لم تعد تقوى عليه ايران بدأت القوات التابعة لحزب الله انسحابها التدريجي من اهم مواقعها في محيط العاصمة دمشق بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
اليوم تمزقت الشعارات الايرانية وصارت الضربات الاسرائيلية تعري القوة الايرانية وتعري الحكومات والحركات المدعومة من ايران.ايضا اشتط غيض السيد حسن نصر الله بخطاب طويل وصراخ كثير اهم ما فيه قوله ان التحركات الاسرائيلية الاخيرة "خطيرة جدا جدا جدا"،مهدداً ومتوعداً برد ساحق لم يحدد وقته ولا كيفه ربما لانه لا يعرف اوربما لانه يعرف ان الكلام مجاني وان الفعل له تكاليف باهضة لم تعد متاحة.&
من جهة اخرى يبدوا ان مسعف السياسة الخارجية الايرانية محمد جواد ظريف سارع الى الاتصال باصدقائه الفرنسيين الذين اسعفوه بدعوه غير متوقعة لاجراء مباحثات مع مجموعة&G7&المنعقدة في جنوب فرنسا، في محاولة لاخراج ايران من عنق الزجاجة واعطائها فرصة للحصول على تخفيف للعقوبات مقابل التعهد بالعودة عن قرارت اعادة التخصيب التي اتخذتها الحكومة الايرانية مؤخراً. وبغض النظر عن نتائج هذا الحراك الدبلوماسي الايراني ونتائجه الى ان توقيته وسرعته تشيران الى انه يتم تحت الضغط والحاجة الملحة لايران بان تحصل على تمويل ينعش قدراتها على تمويل حلفائها واذرعها باسرع وقت ممكن قبل ان تتطور ساحة الصراع. اذن ايران ودخولها المفاجئ الى اجتماعات ال&G7&تبدوا وكأنها تبحث عن صفقة، والصفقه وهو امر على الرغم من اشاراته الضعيفة الا انه خيار غير مستبعد.
اخيراً يمكن القول ان ايران تأمل الوصول الى صفقة للتسوية تكون فيها الولايات المتحدة تحت الضغط مثلما هو وضع الحكومة الايرانية. ولكن يبدوا ان هذا لن يحصل وايران لحد الان تمارس حرباً في البر او في البحر تحاول فيها ان لا تتخطى الحدود الحمراء الى اقصى حد. هذه الخطوط التي حددتها الولايات المتحدة بان مقتل اي امريكي يعد اعتداء مباشر على الولايات المتحدة وسوف يستدعي الرد الفوري العنيف. لهذا ربما ستبحث ايران في الايام المقبلة عن فرصة لرفع مستوى المواجهة براً او بحراً بشكل يهدد فعلياً المصالح الامريكية، مستخدمة فرصة غضب المليشيات والاذرع التابعة لها لتبرير ردة فعل ترفع التوتر الى مستوى اشد خطورة يحرج الادارة الامريكية ويخرجها عن دائرة السيطرة.
التعليقات