حادثة الاعتداء على السفارة الامريكية ببغداد من قبل ميليشيات موالية وتابعة لايران، كشفت حقيقة واسرار الكثير من الاحداث والامور التي تجري بالعراق على الساحات السياسية والامنية والعسكرية، وهي كالاتي:

1- غياب الدولة العراقية وفقدان سيادتها وهيبتها، وسرقتها والهيمنة عليها تماما من قبل ايران الدولة المجاورة، وسيطرة ميليشيات شيعية مسلحة موالية وتابعة للنظام القائم بطهران على زمام الامور في بغداد.

2- وجود هيكلة شكلية للسلطة التنفيذية الممثلة برئاسة الوزراء والحكومة وغياب تحكمها بمجرى الامور، وتخصصها فقط بالسرقة والفساد ونهب وفرهدة موارد وثروات الشعب، وقمع الاصوات الوطنية الشريفة.

3- وجود دويلات قائمة بذاتها وكيانها داخل الدولة العراقية مزودة بكافة الامكانيات من السلاح والمال والقوة البشرية، وهي تعتبر مماليك عائدة للميليشيات والمافيات والاحزاب السياسية والمراكز والمراجع الدينية والمجموعات العائلية والمواقع والزمر الشخصيةوالجهات التابعة والخاضعة لبعض دول الجوار.

4- تحكم النظام القمعي لولاية الفقيه في جمهورية ايران الاسلامية بالسلطات القائمة بالعراق، وسيطرة نظام طهران على القرار السياسي والامني والعسكري العراقي، وعلى كافة المستوياتالحكومية والحزبية والعسكرية والامنية والاقتصادية والتجارية، ومع تواجد متواصل لنفوذ وتوجيهات من المرشد علي خامنئي.

5- هشاشة وفقدان الدور القيادي والوطني لرئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة، وخضوعه التام لسيطرة ميليشيات تابعة للخارج، ورضوخه لتوجيهات واوامر ايرانية واستخفافه بالدور الوطني والسيادي لرئاسة الحكومة، والضياع المتعمد للسيادة واستقلال الدولة والحكومة وبحق هيبة وكرامة العراقيين.

هذه الحقائق المرة التي كشفت عنها حادثة الاعتداء على السفارة الامريكية، تبين لنا حراجة الموقف الدولي للتعامل وبناء علاقات مستقلة مع بغداد بعيدا عن السيطرة الايرانية القائمة بالعراق، وخاصة الولايات المتحدة، التي يعتبرها الكثير بانها محررة العراقمن النظام الدكتاتوري البائد سنة الفين وثلاثة، وهي تعتبر صاحبة الفضل في تخليص الشيعة من نظام صدام حسين، ولكن امريكا ارتكبت بعين الوقت ارتكبت جريمة كبرى بحق العراقيين من خلال تسليم العراق على طبق من الذهب الى ايران والى طبقة سياسيةمارقة اختبرت تماما لهدم الدولة وليس بنائها، ومازالت تحكم من اجل الفساد والنهب والقمع، وامريكا مسؤولة عن قرض هذه الشرذمة واللصوص والمافيات من الساسة الشيعة والسنة والكرد لتحكم فقط من اجل سرقة موارد وثروات واموال الشعب، واليوم نجد الميليشيات الشيعية التابعة لايران تنكر الجميل الامريكي وتقف بوجهابالتهديد والعنف والارهاب بعد ان اتخمت بالمليارات وزودتبالسلاح والقدرات على حساب الدولة العراقية.

من جانب اخر، فان هذه الحادثة بينت ان الولايات المتحدة لا حليف لها في العراق سوى الكرد، ولا سند لها سوى اقليم كردستان، واما الطبقة والاطراف السياسية الحاكمة في بغداد من الشيعة والسنة فهي مافيات تعيش على حساب العراقيين، وهي التي تتاجر بدماء المواطنين الابرياء في العواصم طهران وانقرة والكابيتلات الخليجية، وهذه الطبقة لا وجود لمثقال ذرة من الوطنية والهوية الانسانيةبجسدها ولا في قلبها، وهي اتت بالاساس لتخرب العراق وتدمر دولته وتفسد النظام وتسرق الموارد وتنهب الثروات وتفقر الشعبوتدفع بهم الى التهلكة وترمي بهم الى نيران الازمات والمعاناة المأساوية.

ومن هنا ولغرض انقاذ العراق، وتعديل المعادلة التي فرضت على البلاد سنة الفين وثلاثة، ومن اجل ازالة نظام الحكم القائم والمسير من قبل المافيات وقوى ميليشية ومراكز تابعة لعواصم الدول المجاورة وخاصة طهران، لابد من اقامة تحالف استراتيجي بين الولايات المتحدة واقليم كردستان، بين واشنطن واربيل، بين الشعبين الامريكي والكردي، بين القوى السياسية الامريكية والاحزاب الكردستانية، وذلك من خلال عقد اتفاقيات استرتيجية وامنية وعسكرية وسياسية واقتصادية لخدمة مصالح العراق والاقليم ولمنفعة المصالح الامريكية في البلاد والمنطقة.

ولا بد ان نبين ان هذا الطرح الوطني النابع من نية سليمة تسعىالى بناء رؤية استراتيجية للحث على اقامة حلف متين بين واشنطن وبغداد وبين واشنطن واربيل، شبيه بالحلف الامريكي الالماني،والحلف الامريكي الياباني، اللذان حققا نهضة تقدمية لالمانيا التي دمرت واليابان التي استسلمت بعد الحرب العالمية الثانية.

لهذا فان ضرورات الحفاظ على العراق الفيدرالي، واخراجه من نفوذ وتدخلات الدول المجاورة الماكرة وخاصة ايران، وارساء مقومات نهضة تنموية وصحوة تقدمية للعراقيين بكل مكوناتهم القومية والدينية، وبناء البلاد وفق منظور استراتيجي جديد وهو انشاء دولة الاقاليم العراقية وفق معطيات واقعية ودستورية، واقامة نظام ديمقراطي واقتصادي عادل يخدم عموم العراقيين، لذلك ومن اجلهذه الاسباب من الضروري اقامة تحالف استراتيجي بين الولابات المتحدة واقليم كردستان العراق، وذلك وفقا للحاجات الموجبة التالية:

1- حاجة العراق الانية والمستقبلية الى التحالف الامريكي الكردي بين واشنطن واربيل، لتأمين مركز قرار استراتيجي في منطقة مستقرة خالية من الاضطرابات والتوترات والتدخلات الاقليمية، وذلك لتقديم الاستشارات وصنع القرارات الايجابية الفاعلة والقدرات اللازمة لخدمة العراقيين في بغداد والمحافظات والاقاليم على كافة الاصعدة السياسية والامنية والعسكرية والاقتصادية والتجارية والاجتماعية والثقافية.

2- حاجة ثورة تشرين العراقية وانتفاضة الشباب الثائر لعوامل الدعم واسباب الاسناد من اجل تنفيذ المطالب بتحقيق التغيير والاصلاح وازالة الفساد وازاحة الطبقة الحاكمة المارقة، وتخليض العراق من النفوذ الايراني، واعادة ثروات العراق للشعب، وتحقيق النهضة الاقتصادية، واسباب الدعم لا يمكن توفيرها الا من خلال وجود قوة مؤثرة على الساحة، وهذه القوة لا يمكن ضمانها الا من خلال اقامة تحالف امريكي مع اقليم كردستان، وذلك لتأمين الدعم الفعال اللازم لثورة تشرين وللقوى المدنية والعلمانية وللمتظاهرين السلميين.

3- ضرورات تحقيق نهضة اقتصادية وحياتية ومعيشية لكل العراقيين،وذلك من خلال وجود تحالف امريكي كردي والتزام واشنطن باقامة مشروع مشابه لمشروع مارشال في المانيا واليابانلبناء العراق من جديد.

4- تأمين قوة عسكرية وامنية بمهنية عالية من قبل التحالف الامريكي الكردي من قوات البيشمركة للقيام بالعمل والمهام اللازمة التي تخدم العراق الاتحادي والاقليم، وتكون تحت قيادة امريكية وعراقية كردية.

5- الحاجة السياسية والاجتماعية والدينية للعراقيين للتحالف الامريكي الكردي وذلك للخروج من بودقة المحاصصة والطائفية والتبعية والعمالة للاجنبي التي فرضتها العملية السياسية، وضرورات المساعدة في تحقيق ذلك من خلال توفير وتأمين برامج نشاطات وفعاليات مؤثرة للتأثير على النخب والمكونات العراقية.

6- استثمار روح المسالمة والاعتدال الديني والقومي وصفاء المحبة والالفة ومكارم الاخلاق ومواقف النبل والشهامة وسلوكيات الاحترامالتي يحملها الكرد بصورة عامة تجاه الشعوب والدول المتحضرة، وخاصة الشعب الامريكي، والعمل على ازالة الكراهية التي يبديها بعض الشعوب بفعل الانظمة والعقائد المتطرفة المشوهة تجاه الولايات المتحدة في الشرق الاوسط وشمال افريقيا، وحاجة المنطقة الى نموذج تحالف انساني مثل التحالف الامريكي الكردي لخدمة ومنفعة الشعوب المحبة للسلام والانسانية والتعايش المشترك.

في الختام ومن خلال هذا الطرح المتواضع نأمل تحقيق بعض التغير في الرؤى السياسية القائمة على الساحة العراقية، وذلك مصلحةللكل ولصالح العراقيين، وما الحقيقة والكلمة الطيبة الا حق واجب وصدقة جارية.