مثل لقاء رئيس الجمهورية العراقية الدكتور برهم صالح بالرئيس الأمريكي ترامب على هامش منتدى دافوس العالمي نقلة مهمة تتعلق بوجهة نظر الشارع العراقي وخلفه مرجعية النجف والغايات السياسية والمصلحية لطيف الاطراف المتمسكة ببرغماتيتها وإماطته اللثام عن حراك محموم بشأن بديل عبد المهدي وفق شروط تلك الاطراف وأعداد الشهداء الذين سقطوا في المواجهات مع القوات الامنية بلا مؤاربة ، رؤية وطنية خالصة وردمت هوة غايات المدعين والمخرصين والمتشبهين بالوطنية وممن يضمرون الشر والغيلة للعراق في بواطنهم ونصرته في العلن .

صالح رجل دولة بإمتياز يحاول البعض رمي الاشواك في طريقه والتشكيك بقدرته على لعب دور القائد الملهم بالدفاع عن العراق وشعبه بدواع كرديته ونعته بالإنفصالي لكن موقفه الأخير أكد حقيقة صالح الريادية بالدفاع عن شعبه والعراق والدخول بجدل كبير مع القوى السياسية بشأن بديل عبد المهدي والترشيحات التي قدمتها قوى المحاصصة ورفضها صالح برغم الضغوط التي مورست ضده بالقبول بها وتقديمها لرئاسة الوزراء على انها مقبولة وفق الآليات كما اعلن عنها صالح بنفسه للشعب العراقي وإعتزامه تقديم إستقالته .

صالح والمطلبيون والمرجعية

في منتدى دافوس العالمي قال صالح لقد استفدنا طوال هذه الأوقاتالصعبة من حكمة وتوجيهات المرجعية في النجف، لا سيما سماحة آيةالله العظمى علي السيستاني الذي كانت لقيادته في أحلك أيامنا أمرحاسم، وقد ساعدت في إيصال العراق إلى شواطئ أكثر أماناً.

وأكد صالح ضرورة تكثيف الجهود الدولية من أجل إرساء الأمنوالاستقرار على الصعيدين الدولي والإقليمي، مشددا على ان ترسيخهما وتعزيزهما هو السبيل الوحيد لضمان تحقيق السلامالشامل في المنطقة ، بيد ان العراق يحرص على إقامة علاقات متوازنةمع جميع الأصدقاء والحلفاء وبما يعزز سيادته و احترام قراره المستقلو ويحقق مصالح الشعب العراقي، ومواصلة التطور الاقتصادي وإعادةالإعمار وعدم السماح أن يتحول العراق الى ساحة للصراع وتصفيةالحسابات.

هذه النظرة الثاقبة لمجمل الحالة العراقية على المستوى الوطني وإطلاع المجتمع الدولي على ما يجري كرئيس دولة لعراق مازال دعامة التصدي للجماعات الإرهابية والمارقة دون التحدث بإسم القومية والتخندق خلف مصالحها يقدم لنا برهم صالح مثالا صالحا لحكم رشيد يجب التمسك به في خضم مسالك المصلحية والنفعية والانانية الحزبية .

المجتمع الدولي وحركة الإصلاح

صالح لم يخفي ما يجب على كل وطني غيور على ابناء شعبه حجم الضحايا الذين سعوا للمطالبة بحقوقهم المشروعة ووجه الابصار نحو ساحات التظاهر في جسر محمد القاسم والكيلاني والتحرير وجسر السنك بان ما تشهده تلك الاماكن هي حركات إحتجاج ومطلبية عبرت الرئاسة عنها في وقت سابق من خطبها المباشرة ونعتتها بالإصلاحية.

الحوار الداخلي لإنهاء الخلافات السياسية

صالح شدد من سويسرا على هامش منتدى دافوس الاقتصادي على ان المتظاهرين العراقييين يحملون مطالب مشروعة وهناك عشراتالالاف منهم مستمرون بالاحتجاج منذ 4 اشهر، عراقيون وطنيونملتزمون بوطنهم ويحلمون بوطن امن، علمونا على التسامح والعمل منأجل الوطن، وكذلك ‏الحوار لإنهاء الخلافات السياسية ، وأن التظاهرالسلمي حق كفله الدستور، والمتظاهرون خرجوا من اجل توفير العملوالقضاء على الفساد وإيجاد أمة عراقية مستقرة ، كاشفا عن ان اعمالالعنف من قبل الخارجين عن القانون تسببت بقتل اكثر من 600 متظاهر ورجال امن والقتلة ويجب ان يحاكموا.

دور التحالف الدولي في العراق مهم

الرئيس صالح لم يتخطى تذكير المجتمع الدولي بخطر تنظيم داعش عندما قال إن الحرب ضد داعش أولوية ونحتاج لمشاريع مهمة فيمجال تعبيد الطرق وانشاء المطارات، والاستثمار في العراق يحتاجلبيئة تحارب الفساد وتوفر الامن للمستثمرين، البطالة متفشية بينالشباب العراقيين وإن 65 % من العراق هم من الشباب ، فيما لم يغفل دور التحالف الدولي بمساعدة العراق وان البلد كما عبر عنه صالح مدين بالامتنان للتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، لا سيماللدعم العسكري والاقتصادي الذي قدمه، وما زال يقدمه هذا التحالف،في الحرب الفاصلة ضد داعش.