إكراماً لـ "خاطر" الكورونا أفرجت إيران وإن "مؤقتا" عن سبعين ألفاً من السجناء أغلب الظن أنهم من السياسيين المعارضين وهذا يعني أن هذا البلد قد تحول إلى سجن أو معتقل كبير طالما أن المؤكد أن هناك عشرات المعتقلات "المختبئة" في الصحاري والقرى البعيدة وأنه غير مستبعد ألاّ يتم الإفراج عن أيٍّ من سجنائها كي تنهش أجسادهم هذه الـ "فيروسات" المتوحشة التي تُركت منذ البدايات لتصل أعداد ضحاياها إلى كل هذه الأرقام الفلكية الخيالية!!.

إن المفترض، وهذا هو الواقع، أن المسلمين كلهم يكنون إحتراماً كبيراً للإمام علي الرضا والذي هو الإمام الثامن بالنسبة لأتباع المذهب الشيعي الكريم وفقاً لتسلسل يبدأ بـ "علي بن أبي طالب"،رضي الله عنه ، ثم الحسن وبعده الحسين (زين العابدين) ومحمد (الباقر) وجعفر "الصادق" وموسى (الكاظم) وعلي (الرضا) وهذا الذي مرقده في مشهد (طوس) ثم محمد (الجواد) وعلي (الهادي) والحسن (العسكري) ومحمد (المهدي) رضي الله عنهم كلهم.

وهنا فأغلب الظن، لا بل المؤكد، أن الإيرانيين، بعد الإفراج وإن مؤقتاً عن كل هذه الأعداد من السجناء باتوا يدعون لهذه الـ "كورونا" بطول العمر وباتوا يناهضون الذي يستهدفونها ويشنون عليها حروباً شعواء ليس بالرصاص والمتفجرات وإنما بالمبيدات الـ "فيروسية" مما يعني أن الإيرانيين باتوا يعتبرون أن هذا الـ "فيروسات" مخلوقات رحمه، والعياذ بالله، مقارنة بـ "إطلاعات" وباقي التشكيلات والأجهزة المخابراتية.

ثم فإن ما أفرح الإيرانيين وأسعدهم بالتأكيد هو أن رئيس السلطة القضائية إبراهيم رئيسي قد أعلن، وهو يتفجر غضباً، عن أن عمليات الإفراج عن السجناء ستستمر مادام أن هذا لا يمثل خطراً على الأمن المجتمعي مما يعني أن السجون في هذا البلد لا تزال "محشوة" بمئات الألوف من السجناء والمعتقلين الذين من المؤكد أن غالبيتهم من المعارضين ومن قادة وكوادر ومنتسبي فصائل المعارضة.

وعليه، وعود على بدء، ومع التقدير والإحترام و"المحبة" للإمام عليّ (الرضا) فإن ما يثير الآن أسئلة كثيرة بعدما وصلت أعداد ضحايا الـ "كورونا" المتوحشة في إيران "كما قيل رسمياًّ" إلى عشرات الألوف أنه قد تم إصدار قراراً كـ "فتوى" من المرشد الأعلى علي خامنئي بذهاب الذين إنتفخت أجسادهم بسموم هذا الـ "فيروس" المرعب إلى "مشهد" في الشمال حيث مرقد هذا الإمام عليه السلام ليدعو لهم بالشفاء العاجل وحقيقة أن الرضا (رضي الله عنه) بريء من كل هذه الخزعبلات بعدما وصلت ضحايا هذا الـ "فيروس" المتوحش في إيران إلى كل هذه الأرقام الفلكية وحيث إضطر "المرشد الأعلى" إلى إصدر قراربالإفراج المؤقت عن 70 ألف سجين ربما تتضاعف أعدادهم عشرات المرات إذا بقيت كل هذه المصائب الإيرانية مستمرة وتنتقل من سيء إلى أسوأ منه.