ونحن الآن ماكثون في منازلنا بسبب فيروس كوفيد 19، لاشك أننا نفتح الباحث الآلي لمعرفة تفاصيل عن هذا الفيروس الذي أجبر العالم على البقاء في بيوتهم، نبحث عن كل معلومة عنه وكيفية الوقاية لتفادي الإصابة به، هذا شيء طبيعي نتيجة العدد المتزايد للمصابين به، وفي ظل عجز المنظومة الصحية العالمية في إيجاد لقاح أو عقار لوضع حد لهذا الفيروس الذي أصبح يشكل جائحة تهدد حياة البشرية برمتها.
وخلال متابعتنا لمواقع التواصل الاجتماعي نجد أن موضوع "كورونا" يتصدر ويحتل تريندات عالمية، ومن أبرز العناوين المتعلقة بهذا الموضوع التي تشغل رواد الفضاء الافتراضي المسلسل الكوري "my secret terrius" الذي تم عرضه عام 2018، المسلسل في حلقته العاشرة التي يتم مشاركتها بشكل واسع بجميع اللغات بات حديث الناس هذه الأيام وكثرت معه مخاوفهم وطرح الكثير من التساؤلات.
*"العدوى القاتلة" حاضرة بقوة في الأفلام والدراما العالمية"*
ليست المرة الأولى التي تتصدى السينما العالمية بأعمالها لموضوع خطير ومخيف ضمن أفلام الرعب والتشويق والخيال العلمي كموضوع الفيروس القاتل بتنوع أسمائه، فتم إنتاج العديد من الأفلام التي تناولت هذا الموضوع على رأسها فيلم الوباء "pandemic " الذي يعرض قصة لورين تشيس ، وهي طبيبة من نيويورك ، تأتي إلى لوس أنجلوس للعثور على ناجين من جائحة عالمية تتسبب في حالة من الذعر، وهناك فيلم “Contagion” الذي صدر عام 2011، وهو يدخل ضمن أفلام الرعب، تدور أحداثه عن الفيروسات، وحالة الخوف بين الناس بسبب انتشار الفيروس، وهو أشبه إلى الحقيقة، يعتمد على جانب التشويق، أما فيلم "28 Days Later" الذي عرض عام 2002، فتبدأ أحداثه بعد إطلاق أحد النشطاء في مجال حقوق الحيوان سراح قرد من فصيلة شمبانزي من منشأة اختبار، ويطلق على غير علم منه فيروساً مميتاً إلى العالم، من جهة أخرى، يروي فيلم the flu قصة انتقال فيروس غامض إلى إحدى ضواحي العاصمة سيول عبر أحد المهاجرين، يتسبب في موت أحد السكان، ثم يتطور الوضع بعدها و يتزايد ضحايا الفيروس بشكل سريع، ما شكل حالة من الهلع في المدينة.
وهناك الكثير من من هذه الأفلام التي تعود إلى الواجهة مع تصدر فيروس كورونا المشهد العالمي، وتتطرق هذه الأفلام إلى الفيروسات والأمراض المعدية كموضوع وجد بالأساس في تاريخ البشرية وتم نسجه بطريقة الخيال العلمي والدارمي.
*ما جديد "my secret terrius"؟*
شغل مسلسل "my secret terrius" مواقع التواصل الاجتماعي خلال هذه الأيام، وهو مسلسل تلفزيوني كوري جنوبي بث على قناة مؤسسة منهوا للإذاعة بدء من 27 سبتمبر إلى 15 نوفمبر 2018، أي قبل ما يقارب سنة من ظهور فيروس كوفيد 19 ، الجديد في المسلسل أنه في الحلقة العاشرة منه التي يتم عرضها حاليا على شبكة نتفليكس، تكشف فيه الطبيبة عن فيروس كورونا، وتوضح انتماءه إلى عائلة الانفلونزا والسارس وتشرح أعراض كورونا الحالية، وحددت مدة حضانة الفيروس كحد أقصى 14 يوما، بل إن الطبيبة في المسلسل تذكر أن هذا الفيروس للأسف لم يتوصل إلى إيجاد لقاح أو علاج له، وكأنها تتحدث عن الواقع الذي نعيشه بالتفصيل، كما أن الطبيبة أشارت أن الفيروس الذي يستهدف الجهاز التنفسي، هو جديد تم التلاعب به، ليقتل %90 من البشرية، وهو ما أثار قلاقل لدى مستخدمي الفضاء الافتراضي، وتخوفهم الفعلي بسبب القصة المطابقة للأحداث الحالية، في الوقت الذي أصبح فيه هذا الفيروس يشكل كابوسا حقيقيا للعالم بأسره، في ظل غياب علاج له.
ماذا ينتظرنا ؟
لطالما تنتهي أفلام الرعب والخيال التي يكون موضوعها الفيروس، بالوصول إلى مصل أو لقاح أو عقار لمعالجته، لكن بعد عدد كبير من الضحايا والآلام والمآسي، فهل سيكون هذا هو المشهد الذي ينتظر العالم خلال الأشهر القادمة؟
يبدو أن هناك مؤامرة كبيرة على الكائن البشري واستهدافه بغض النظر عن كيفية ظهوره وعدم وضوحها وتعقيداتها، لكن وصول هذا الفيروس إلى كل قارات العالم وقطع وسائل التنقل بين الدول، جعل الكل في حالة خوف وترقب من الذي ستؤول إليه الأمور في القادم من الأيام، نتيجة عدم التوصل للعلاج، وعدم النجاح في الحد من انتشاره إلى حد الآن، وهو ما يضع العالم في حالة استنفار وحجر صحي والبحث عن علاج سريع وهذا ما نراه من خلال المنافسة بين الدول التي تسعى إلى صدارة المشهد والوصول قبل الغير إلى لقاح ينهي هذه المأساة قبل خسارة أعداد كبيرة قد تحفظ في سجل السنوات السوداء من تاريخ البشرية.
*كاتبة وإعلامية جزائرية
التعليقات