فخامة الرئيس محمود عباس، بصفتي مواطن من دول الخليج العربية، ارحب بقرار عودة سفراء فلسطين الى المنامة وابوظبي، ولكن يتوجب عليك وفورا اصدار بيان اعتذار رسمي لكل مواطني مملكة البحرين، والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية عن ما صدر عنكم من بيانات واساءات في حقنا شخصيا قبل دولنا.
الانسان الخليجي ليس سقط متاع تاريخي حتى يتم التطاول عليه او الاساءة له عندما يحلوا لكم ذلك سياسيا، وفقط لإظهار قدراتكم الخطابية لا النضالية. فخامتكم لم يتردد ولو للحظة في جمع اقطاب الفصائل في مؤتمر خطابي عرمرمي، كال فيه جميعهم، وانت على رأسهم، الشتائم والاستصغار للشخصية الخليجية وكأننا لا زلنا نفترش الصحراء ونعيش مع الانعام في خيمة واحدة.
ما قدمه اطفال الخليج العربي منذ الستينات من القرن الماضي هو اقتسام مصروفه المدرسي اليومي لدعم الانسان الفلسطيني وقضيته الإنسانية العادلة، الا انكم يا فخامة الرئيس امتهنتم ازدرائنا عند كل محطة فشل سياسي من تاريخكم السياسي الفاشل في ادارة قضيتكم الوطنية. ذلك يجب ان يتوقف الان، ويُجرى لصياغة قاموس سياسي فلسطيني يليق بالإنسان الفلسطيني الذي انتم من امتهن انسانيته عبر عدم وفائكم بالحدود الدنيا لكرامته الانسانية، وتكرشكم السياسي اكبر الادلة على ذلك.
اين التجربة الديمقراطية التي وعدتم الانسان الفلسطيني بها، فالديمقراطية ثقافة تتأصل بالممارسة عبر المؤسسات الحزبية قبل الوطنية. الا ان واقعكم اثبت ترسيخ قناعة "الزعيم بمقام القضية" وبكل ادوات الازدراء والقهر المعنوي والجسدي. انتم يا فخامة الرئيس قدحتم في ذممنا وجدانيا، واسلاميا وعربيا عندما اتهمتمونا بيع القدس والإنسان الفلسطيني، في حين تعودون لتفاهماتكم الامنية مع إسرائيل دون اصدار بيان توضيحي للرأي العام الفلسطيني ناهيك عن العربي، وسبب ذلك ضحالة فقهكم السياسي.
وتلى ذلك عودة السفراء الى ابوظبي والمنامة دون ما خجل او اصدار بيان اعتذار عنكم بعد وصلات الردح التخويني الركيك والذي لا يليق حتى براقصة مبتدئة وانتم في هذه الفئة العمرية، وشيب شعركم لن يغطيه حتى صبغة الشعر الرديئة التي يستخدمها رودي جولياني. ويحضرني ما قاله السيد جبريل الرجوب (خليفتكم المقبل) "سنبقى في مسيرات الاحتجاج حتى تتحرر فلسطين"، وكلنا يتذكر بطولاته حينما كان يقاوم من تحت السرير في بيته وابو عمار محاصر في المقاطعة. او مقولته الشهيرة بعد فك الحصار وانكشاف امر مقاومته الباسلة من المنزل في حين كان رفاقه يقاومون رصاص الجنود الاسرائيليين، وصدور مطالبات بمحاسبته، قال حينها "لسه ما ولدته امه يلي يحاسب او يعزل جبريل الرجوب"، وقد صدق الرجل، وذلك مقاس تجربتكم النضالية.
انا لا يعنيني شأنكم الداخلي فخامة الرئيس، لكن اي تطاول في حق مواطن خليجي، هو امر لم يعد مقبولا، ولن نقول "عفى الله عما سلف"، وانت قبل غيرك مطالب اليوم بالخروج شخصيا عبر الاعلام الفلسطيني شخصيا والاعتذار عما بدر منكم في حقنا حتى قبل دولنا.
شخصيا، انا اقترح على كل مواطني دولنا، مقاطعة اي شأن تُمثل فيه السلطة الفلسطينية حتى وقت صدور اعتذار من الرئيس عباس، ويجب الفصل بين اخوتنا الفلسطينيين الذين يشاركونا اوطاننا وآمالنا ومطالبتي بمقاطعة اي شأن رسمي للسلطة الفلسطينية. واخيرا فخامة الرئيس، يجب ان تدرك ومعك قياداتكم، اننا لسنا بطارئين على التاريخ ودولنا الفتية لم تكن حاضرة قسمة فلسطين او فرطت في اراضي كانت تمتلكها فيها كما فرط بعض اهلها. كفى افتراءٍ على التاريخ، وواجهوا فشلكم ان كنتم صادقين في وعودكم ببناء وطن يليق بالإنسان الفلسطيني.
التعليقات