ليس دفاعاً عن محمود أحمدي نجاد فتجاوزاته وأعباءه السياسية عندما كان رئيساً لدولة الولي الفقيه لا تحملها ولا تنهض بها حتى رواسي الجبال ولكن أنّ كل هذا الذي يقال الآن لم يقله ولو بالحدود الدنيا إلاَ الذين كانوا يسبحون بحمده عندما كان الأقرب إلى الولي الفقيه وعندما كان على قمة هرم دولة كانت في قديم الزمان البعيد والقريب لها مكانتها الإقليمية والدولية أيضاً والمؤكد أن الذين كانوا إكتووا بجمر نظام: "آية الله العظمى" يضرعون الآن صباحاً ومساءً إلى العلي القدير أن يعيد إليهم الشاهنشاه هرمز الأول أو على الأقل محمد رضا بهلوي الذي يحاول الآن نجله رضا بهلوي ومن منفاه البعيد إستعادة ملك لم يحافظ عليه والده مثل الذين سبقوه.
ويقيناً لو أنّ الحظ قد حالف نجاد مرة أخرى وأستعاد مُلْكاً تربع على عرشه لسنوات طويلة وإستمتع خلالها بكل ما لذّ وطاب من القرارات السياسية لكان قال غير هذا الذي يقوله الآن ولكان قد سلط مجلس صيانة الدستور على كل مناوئيه الذين كانوا قد حاولوا إنتزاع كرسي الحكم من تحته والذين هم سابقاً في كل هذه الأجهزة الإستبدادية التي يصفها الآن بأنها "عصابات أمنية"!!.
وهنا وعلى أي حال فإنّ حتى الدول المجاورة لإيران: "تترحّم" الآن على إيران الشاهنشاهية إنْ في المراحل الأخيرة وإنْ في العصور القديمة إذْ أنه على الأقل كانت هناك لغة مشتركة مع هؤلاء وكان هناك أخذٌ وعطاء أما بعد ثورة فبراير (شباط) عام 1979 فإن صاحب القرار في هذا البلد، الذي كان قد تقلب خير وشر في مراحل متعددة وفي أزمنة بعيدة وقريبة، هو "الولي الفقيه" الذي كان سابقاً: آية الله العظمى روح الله الخميني وأصبح لاحقاً هذا الآذاري علي خامنئي الذي بإشارة منه قد تم إبعاد "نجاد" عن حكم كان قد تنعم فيه سياسياًّ بالطول والعرض وحيث كان قد أبعد غيره حتى من بعض الذين يلفعون رؤوسهم بـ "عمامات سوداء" تدل على أنهم يحتلون مكانة رفيعة.. مذهبية وسياسية!!.
وعليه فإنّ المشكلة مع هذا البلد، الذي كان يعتبر في بعض المراحل أنه دولة إن ليست شقيقة فصديقة، أنه قد جرّب الحرب التقليدية مع بعض الدول العربية وأنه بعد ثمانية أعوام مكلفة ودامية بالفعل قد لجأ إلى التدخلات العسكرية، بأساليب مذهبية في عدد من الدول العربية وهكذا فإنه يبدو أنْ لا نهاية لكل هذا الذي يجري الآن في هذه المنطقة.
إنّ هناك الآن تدخلاً عسكرياًّ إيرانيا وبالطول والعرض في أربع دول عربية هي: "العراق وسوريا ولبنان واليمن" والمشكلة هنا هي أنّ دولة الولي الفقيه ومع كل هذا الذي تفعله في هذه المنطقة ترفع رايات القضاء على: "العدو الصهيوني" وتحرير فلسطين وإستعادة القدس الشريف وبالطبع فإنّ ذراعها الفلسطيني في هذا المجال هو حزب الله غير اللبناني وهو حركة "حماس" التي قامت بإنقلاب عام 2007 وألقت بشباب "فتح" من فوق أبراج قطاع غزة التي وللأسف قد دمرتها صواريخ العدو الصهيوني في حرب الأحد عشر يوماً التي كانت بما فعلته في هذا القطاع الباسل فعلاً بطول الدهر كله!!.