مساعدات للبنان... تصريحات وزير الدفاع الاسرائيلي بيني غانتس حول استعداد بلاده مساعدة لبنان المنهار اقتصاديا واجتماعيا عبر الامم المتحدة، كانت لافتة بشكل كبير خاصة وانها جاءت قبل يوم واحد من خطاب اخر لامين حزب الله العام حسن نصر الله، الاخير لم يعقب على كلام غانتس وكان قال في وقت سابق ان لبنان على استعداد لاستقبال المساعدات من الجميع.

هل هذه هي السياسة الجديدة لحزب الله في استقبال حكومة اسرائيل الجديدة تمهيدا لقبول حكومة لبنانية مرتقبة تحفظ لحزب الله مكانته في ادارة شؤون البلاد عن بعد، وقد تكون هذه التصريحات والخطوات وربما نقل المساعدات فعليا،بهذا الشكل او ذاك، ضمن تفاهمات ايران-اميركا الجديدة في الشرق الاوسط.

وكما يقول المثل عش كثيرا تر الكثير، لا تستغرب شيئا فكل شيء وارد في عالم متقلب متحور على غرار كورونا وابنائها.

حريق ميناء دبي... اشتعال النار في حاوية على سفينة شحن في ميناء دبي اطلق العنان لكارهي الامارات بنشر الاشاعات والتكهنات وهناك من تأسف لعدم وقوع ضحايا وهناك من شمت وهناك من تمنى الموت وهناك من هدد وتوعد بالمزيد، المشترك لكل هؤلاء هو ولائهم لايران.

لن اعلق على ذلك ولن احلل الاسباب لاندلاع الحريق واترك الامر لسلطات دبي المختصة التي ستصل الى الحقيقة مهما طال الزمن وستنشر كل شيء بشفافية وهذا مؤكد، لكن لا بد من الاشارة الى سرعة الرد وسرعة العمل اذ ان ٤٠ دقيقة فقط كانت كافية لرجال اطفاء دبي في السيطرة على النيران واعادة حركة الملاحة في الميناء الاكبر خليجيا الى عملها المعتاد. عمل ملفت وجبار وقدرة على احتواء الازمات وإنهائها في وقت قياسي.

مفاعلات ايران... عملية نوعية جديدة ضد احد منشآت ايران السرية وضرب مصنع لاجهزة الطرد المركزي اتهمت ايران فيها كالعادة اسرائيل، وحرائق كثيرة جديدة ومتعمدة لانابيب نفط ومنشآت غاز ومراكز حيوية مرتبطة بالمشروع النووي عادت لتسيطر على المشهد العام في ايران، هذا الى جانب انقطاع التيار الكهربائي والذي اوقف، ويا للهول، ساعة تحديد زوال اسرائيل عن الوجود في طهران، كما تشهد مناطق ايرانية اخرى شح الوقود والغاز واحتياجات اساسية للمواطن البسيط.

طهران المرشد وحرس الثورة كالعادة يوجهون الشعب للخارج،للشيطان الاكبر اميركا والذي يفاوضونه بل يستعطفونه في فيينا، ويهددون اسرائيل بالويلات وبئس المصير ويستمرون في اطلاق المُسيّرات والصواريخ على السعودية.

متى يستفيق المرشد وحرسه من سباتهم ليشاهدوا ما يحدث في بيتهم هم، من فقر وعوز، وحاجة الناس لابسط مسببات العيش، فوضع ايران لا يختلف عن لبنان ولا عن العراق بل أسوأ بكثير.

تصدير الثورة بعلب الفقر والحاجة وصناديق القنابل والمتفجرات لن يجلب سوى الدمار والخراب فالموت الذي يهتفون به صباح مساء لم يصب كما هو واضح لا اميركا ولا اسرائيل انما تفشى في مهد الثورة المفتعلة واصاب من يواليها.

افغانستان... وترك الاميركان افغانستان ويتوقع عودة الحكم لحركة طالبان، اي انسان عادي يملك نسبة عادية من الوعي يتساءل لماذا شنت اميركا حربا استمرت عشرين عاما على بلاد فقيرة مغمورة تفتقر لابسط مرافق الحياة في عصرنا الحالي.

اكانت حربا للانتقام من اسامة بن لادن الذي دمر برجي التجارة العالمية والذي اتخذ افغانستان حينها مقرا لقاعدته التي اراد من خلالها انشاء عالم اسلامي جديد ام للسيطرة على خط تجارة الافيون العالمي واثبات الوجود في اسيا على حدود روسيا والصين، اسئلة من وحي الواقع والتجربة.

عشرون عاما من حرب لا فائدة منها، حرب اودت بحياة مئات الالاف وكلفت الاف المليارات وانتهت كما بدأت، طالبان كانت تحكم البلاد وظلت وعادت لتحكمها ولكن الجديد هذه المرة بغطاء اميركي وموافقة غربية بعد مفاوضات في قطر.

دوائر ونقاط... لا فراغ بين النقاط والدوائر وما يختفي يأتي بديله، قد يكون البديل أسوأ او ربما افضل، لكن القاعدة واحدة، لا فراغ في الدوران.