عندما أراد الرئيس اليمني الراحل علي عبد الله صالح ان يؤسس لتنظيم شعبي سياسي في صنعاء قبل الوحدة المباركة وضع له اسس تنظيمية مرنة تستوعب كل الشخصيات الوطنية والتيارات القومية والإسلامية التي تؤمن بأهداف ثورة سبتمبر ووحدة اليمن وانتماءها العربي، وانخرطت في هذا الكيان معظم الواجهات التاريخية والسياسية والفاعلون على مسرح السياسة اليمنية سواء أكانو قادة احزاب أو جمعيات او مشايخ..
واستمر هذا المؤتمر الشعبي يؤدي وظيفته السياسية في تجميع القوى وتنسيق المشاريع السياسية واسهم في انجاز الوحدة اليمنية عام 90 وحقق لليمن منجزات تنموية كبيرة في نشر مساحة التعليم على كل جغرافية اليمن وتوسعت اعداد الجامعات ورصف الطرقات والموانئ والمطارات مثلما اسهم حزب المؤتمر الشعبي العام في انتهاج الديموقراطية سبيلا وتعزيز ممارسة الانتخاب وحرية التعبير، والحقيقة التي لا يستطيع احد انكارها وكنت شاهدا عليها خلال سنوات اقامتي في اليمن ان حرية التعبير كانت مكفولة للأفراد والصحف بصورة مرضية مقارنة بعدد كبير من البلدان العربية.
إلا ان المؤتمر الشعبي حاله مثل حال بقية كيانات الدولة تعرضت لهزات عنيفة وتشققات وتفتت تنظيمي بعد سيطرة حركة الحوثي على مقاليد الحكم في صنعاء ومصرع الزعيم الشهيد علي عبد الله صالح رئيس الحزب وامينه العام عارف الزوكا.. إلا ان الجسم الاساسي للمؤتمر بقي محافظا على نفسه بوجود نخب متعلمة وكوادر سياسية متمكنة من جمع شتات المؤتمر كحزب سياسي ولملمة هيئاته بوجود شبه اجماع على اهمية توحيد الصفوف وتخطي الصعوبات بمزيد من الحوارات المعمقة والانفتاح على مبادرات خلاقة تعزز من دور ومكانة السفير أحمد علي عبد الله صالح نجل الزعيم والقائد الملهم لكوادر وانصار المؤتمر الشعبي خصوصا وان الرجل كان بجانب الرئيس صالح لسنوات عديدة ومتعلم وضابط ركن متخرج من اكاديمية عسكرية معتبرة اضافة الى قيادته واشرافه على وحدات عسكرية وتشكيلات امنية مهمة وعلى الرغم من وجود عقبة إجرائية تحول دون ممارسة السفير أحمد لدوره القيادي تتلخص بشموله بعقوبات دولية مناط رفعها بتوصية من فخامة الرئيس عبد ربه منصور هادي وموافقة مجلس الامن الدولي والذي يتلمس المراقب ان هناك انطباع بدء يتكون لدى قوى دولية فاعلة في المجلس مثل الصين وروسيا والى حد ما فرنسا بانه لا بد من رفع تلك العقوبات التي لم يبق لها مبرر مع استطالة النزاع في اليمن دونما حسم والمتاعب الصحية والسن للرئيس اليمني هادي فانه لا بد من تعزيز بروز قيادة يمنية شابة ومتمرسة لقيادة مرحلة تحول في اليمن باتت على الابواب والسفير أحمد علي عبد الله صالح يُعد ابرز المترشحين لقيادة مرحلة جديدة فالرجل ليس له عداوات مع احد في اليمن ويمتاز بإرث سياسي ومطالبة من ابرز قيادات المؤتمر بأهمية تكليفه بزعامة المؤتمر واستعادة فاعلية وحيوية هذا الكيان السياسي والاطار الجامع في اليمن.
صحيح ان هناك صعوبات وعراقيل عدة تقف امام اعادة توحد المؤتمر وبعث فعاليته ولكن العمل السياسي في كل بلدان العالم يتعرض للضعف والتفكك والانحسار احيانا ولكن بوجود ارادة سياسية واهداف وطنية عليا وهمة وحكمة اهل اليمن يمكن تحقيق النجاح وكيف لا واهل اليمن خصهم رسول الأمة محمد صلى الله عليه وسلم بانهم اهل الراي والحكمة وارق أفئدة وقلوبهم جميعا لا تحمل إلا الخير لوطنهم اليمن مهوى قلوب بني يعرب وحاضنة تاريخهم المجيد وقد كان ابناء اليمن عبر التاريخ رجال الفتوحات وقادتها وامتاز هذا الشعب الاصيل بحبه للحوار وابتكار حلولا وسط لأعقد المشكلات.
التعليقات