تمضي دولة الامارات في ظل قيادتها الرشيدة، وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ـ حفظه الله ـ وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي ـ رعاه الله ـ وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، تمضي على درب التنافسية العالمية وفق رؤية استراتيجية واضحة لا تنشغل عن تنفيذها مهما كانت الظروف والتحديات؛ فبرغم تأثيرات وتداعيات تفشي جائحة "كورونا" في النمو ومعدلات التنمية في دول العالم أجمع، فإن الامارات قد نجحت في احتواء هذه التأثيرات بفعل تخطيط دقيق ونموذج مثالي في التعامل مع مثل هذه الظروف، بل إن الامارات قد نجحت ـ رغم هذه الظروف العالمية ـ في تحقيق قفزة نوعية على صعيد تحقيق أهدافها التنافسية، حيث تبوأت الدولة المرتبة العاشرة عالمياً في الترتيب العام كأفضل دول العالم في تقرير التنافسية الرقمية العالمية للعام 2021، والصادر عن مركز التنافسية التابع للمعهد الدولي للتنمية الإدارية في لوزان.
دخول الامارات نادي العشرة الكبار في الترتيب العام للتنافسية العالمية وتصدرها الدول العربية في كافة مؤشرات التنافسية، يعكس إرادة قوية تسعى لبناء مستقبل افضل لشعبها، والمؤشرات توضح لنا قيمة هذا النجاح في ظل هذه الظروف، حيث قفزت الامارات 31 مرتبة في كل من مؤشر مستخدمي الإنترنت، والذي حققت فيه المركز الرابع عالمياً، وكذلك قفزة بلغت 31 مرتبة في مؤشر نسبة السكان الحاصلين على التعليم العالي، الذي حصلت فيه على المركز 16 عالمياً، كما حققت قفزة بلغت 22 مرتبة في مؤشر المشتركون في خدمة النطاق العريض للهاتف المحمول، لتحتل المركز 12 عالميا، وقفزة قدرها 9 مراتب في مؤشر نسبة النساء الجامعيات من حملة البكالوريوس والماجستير، محققة فيه المركز العاشر عالمياً، إضافة إلى العديد من المؤشرات الأخرى التي حققت فيها قفزات كبيرة.
الامارات التي جاءت ضمن المراكز العشر الأولى عالميا في 25 من أصل 52 مؤشراً شملها التقرير تمضي وراء تحقيق أهدافها بتخطيط واعي يستوعب خبرات الماضي وتجاربه ودروسه، ويستشرف المستقبل بأفق واع لا يعرف سوى النجاح والرغبة في بناء النموذج المهلم للتنمية عالمياً بعد أن نجحت الدولة في أن تصبح مثالاً يحتذى به في محيطها الاقليمي.
ولاشك أن أحد أهم الدروس المستفادة من تجربة الامارات الملهمة أنها تمضي وفق رؤى استراتيجية واضحة، وقد قدمت القيادة الرشيدة لدولة الامارات مؤخراً خارطة طريق جديدة للسنوات المقبلة، حرصاً منها على مواصلة مسيرة النجاح واستكمال رحلة الوصول إلى قمة التنافسية العالمية وفق رؤية مئوية الامارات 2071، التي تضع الأساس القوي لمنهجية التطور المؤسسي والتنموي في الدولة خلال السنوات والعقود المقبلة، وصولاً لتحقيق هدف "الامارات رقم 1 عالمياً" في محطة زمنية يضعها الجميع نصب الأعين، ويعملون على تحقيقها، من خلال قيادة تدعم وتشجع وتحفز الطاقات البشرية وحكومة تستشرف المستقبل وتًقاد بوعي وفق رؤية استراتيجية وطنية بعيدة المدى، تنطلق من أفضل التجارب والممارسات العالمية. وفي هذا الإطار يمكن الاشارة إلى وثيقة "مبادىء الخمسين" التي اُعلنت مؤخراً باعتبارها بوصلة توجيه وخارطة طريق ترسم المستقبل في أبعاده السياسية والاقتصادية والتنموية من خلال عشرة مبادىء رئيسية تحدد المسار الاستراتيجي لدولة الامارات خلال السنوات الخمسين المقبلة.
ومن يقرأ هذه المبادىء يدرك تماماً أن دولة الامارات تعرف طريقها جيداً، فالسبيل للمستقبل هو التنمية والبناء من خلال عمل حقيقي خال من الشعارات البراقة والعبارات الرنانة، بل يتكىء على إنجازات على أرض الواقع في المجالات كافة؛ ومن يقرأ الوثيقة يرى كيف نص المبدأ الأول على أن "الأولوية الرئيسية الكبرى ستبقى تقوية الاتحاد من مؤسسات وتشريعات وصلاحيات وميزانيات، وتطوير كافة مناطق الدولة، عمرانيا وتنمويا واقتصاديا، هو الطريق الأسرع والأكثر فعالية في ترسيخ اتحاد دولة الإمارات"، وهو نص مهم للغاية لأنه يشمل تقريباً كل مقومات التنمية الشاملة في دولة الامارات، مؤسسياً وتشريعياً واقتصادياً وعمرانياً وصولاً إلى هدف نهائي إلى ترشيخ البناء الاتحادي.
تقرير التنافسية العالمية الأحدث يؤكد أن وثيقة مبادىء الخمسين توفر دفعة نوعية قوية للإمارات لمواصلة التقدم نحو قمة الهرم، لأن دخول نادي العشرة الكبار في مؤشرات التنافسية العالمية هو صدى وترجمة لما يتحقق على أرض الامارات، وصعودها تدريجياً نحو الرقم واحد لم يعد حلماً كما كان في الماضي، بل طموح مشروع يستند إلى تخطيط علمي مدروس وانجازات حقيقية.