غير مهم من يكون الرئيس والمهم حقاً هو أن سوريا التي كانت توصف بأنها قلب العروبة النابض قد باتت ممزقة وعلى هذا النحو وأن هضبة الجولان التي تطل على فلسطين من الشرق وبالطبع وعلى بحيرة طبريا التاريخية التي طالما شربت من مياهها خيول فرسان الأمة العربية قد أصبحت محتلة من قبل المحتلين الاسرائيليين الذين أضافوها الى حيفا ويافا والقدس الشريف وأن "القطر العربي السوري" حسب مصطلحات حزب البعث الذي كانت قد غربت شمسه قبل فترة باتت بعيدة قد تناهشه الطامعون وإن ما بقي منه لا يشبهه إلَّا ما يشبه الوشم في ظاهر يد امرأه تقدمت بها الأعوام بينما كانت في سنوات عمرها المبكر كوردة جورية في أجمل حدائق الكرة الأرضية!!

وإن المشكلة بالنسبة لهذا البلد، القطر العربي السوري، الذي كان ولا يزال يعتبر قلب الأمة العربية النابض أنه في هذا العهد الذي ورثه الابن عن الأب قد ابتلى بتدخل روسي مبكر استدرج تدخلاً أميركياً وتدخلاً تركياً وأيضاً وتدخلاً إيرانياً وحقيقة، وهذا يجب أن يقال، أنَّ هذه التدخلات كلها غير مسؤول عنها هذا النظام الحالي وإنما أن ما حصل بعدما سميَّ: " الربيع العربي"، الذي كان في حقيقة الأمر خريفاً أجرداً، هو أنَّ معظم الدول العربية باتت تعاني فعلياً من كل هذه الأوضاع المأساوية.

لقد كان المرتزقة الروس هم أول من وصل الى هذا البلد بعد ما سُميَ، زوراً وبهتاناً، "الربيع العربي" وحيث إن هذا التدخل الروسي قد استدرج تدخلاً أميركياً وتدخلاً تركياً وأيضاً وتدخلاً إيرانياً.. وأنَّ الأخطر من هذا كله هو التدخل الاسرائيلي وتدخل العديد من التنظيمات الارهابية كالقاعدة و"داعش" والعديد من التشكيلات الأخرى.. وكل ما هب ودب !!.

وهكذا فإن سوريا، التي هي مثلها مثل العراق ومثل لبنان.. ومثل ليبيا ومثل دول عربية أخرى ، قد باتت على ما هي عليه الآن من أوضاعٍ فوضوية وإنَّ حتى روسيا التي كانت قد ورثت الاتحاد السوفياتي، الذي لم يكن عظيماً ولا هم يحزنون، قد باتت لاعباً رئيسياً في هذا الشرق الأوسط الممزق ولكنها لم تقف الى جانب هذا البلد الذي كان رقماً رئيسياً عندما كان هناك "تزاحماً" سوفياتياً – أميركياً في فترة ما كان يسمى الصراعات الكونية.

لقد كانت سوريا، القطر العربي السوري، رقماً رئيسياً في المعادلة العربية وأيضاً وفي المعادلة الاقليمية في عهد حافظ الأسد لكن عندما انقلبت المعادلات بعدما أصبح بشار الأسد "وريثاً" لأبيه وجاء هذا "الربيع العربي" الذي كان في حقيقة الأمر خريفاً أجرداً بائساً أصبح هذا البلد وللأسف على ما هو عليه الآن وأًصبح الطامعون يتناهشونه.. كالإسرائيليين وكتركيا رجب طيب أردوغان وأيضاً كبعض التنظيمات الكردية التركية.