عندما تقوم إسرائيل بكل الذي تقوم في القدس الشرقية، التي كانت قد أُحتلت في حرب يونيو (حزيران) عام 1967، فإن هذا يعني انها لا تريد سلاماً وإنها مصممة على ألاَّ تقبل بدولة فلسطينية كان قد تم الاتفاق بشأنها ولا تزال تريدها وتتمسك بها حتى الولايات المتحدة مما يتطلب أن تعيد الدول العربية، التي كانت قد أبرمت سلاماً مع دولة العدو الصهيوني حسب ما كنا نقوله وكنا نردده في فترة سابقة، النظر بما كانت أبرمته طالما أن الإسرائيليين قد تخلوا عن كل ما وافقوا عليه وان الواضح أن عيونهم باتت مركزة على الضفة الغربية كلها حتى نهر الأردن على الحدود الأردنية.

إن هذه "الإسرائيل" التي من الواضح أنها قد تخلت عن كل إتفاقاتها مع الفلسطينيين ومع العرب أيضاً في هذا المجال ذاهبة إلى ما بقيت تردده وتتمسك به وهو أن حدودها الشرقية على نهر الأردن وهكذا وحقيقة انَّ هذا الذي تقوم به وتفعله يعني أنها ذاهبة في هذا الاتجاه حتى النهاية وأنها لم تأخذ بعين الإعتبار كل هذه العلاقات التي نسجتها مع العديد من الدول العربية!! وحيث أن بنيامين نتنياهو نفسه كان قد قال علناً : انه قد حان الوقت لفرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية!!

وحقيقة، في هذا المجال، أن الأردن،المملكة الأردنية الهاشمية، قد بادر إلى رفع صوته عالياً في هذا المجال وأنه قد تصل الأمور إلى القطيعة النهائية مع إسرائيل إنْ هي لنْ تتوقف عن كل هذه التحديات التي تقوم بها وتفعلها وبخاصة وأن هناك وصاية هاشمية معترف بها دوليَاً على المقدسات الإسلامية في القدس الشرقية التي هي جزء لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينية التي احتلت في عام 1967.

إنه كان على الإسرائيليين، لو انهم يعتبرون انهم جزءاً من هذه المنطقة، أنْ لا يتطاولوا في هذا المجال اكثر من اللزوم وأنه على العرب كلهم المعنييون والذين لا يعتبرون انهم معنيين أنْ يدركوا أن عيون المتطرفين الإسرائيليين، وغالبية الإسرائيليين متطرفون، باتت مركزة على منطقة الخليج العربي في الشرق وهذا واضح ومكشوف.. لا بل أن الشعار الإسرائيلي التاريخي يقول:" أرضك يا إسرائيل من النيل إلى الفرات" وهذا بالطبع يشمل الخليج العربي كله.

وهكذا فإنه على العرب.. كلهم بدون أي استثناء ان يأخذوا بعين الإعتبار ان "تطاول " الإسرائيليين على القدس الشريف وأيضاً على الضفة الغربية يعني أن شعار: "من النيل إلى الفرات" يراودهم ليلاً ونهاراً وأن عيونهم على الخليج العربي كله..وهذه مسألة حقيقية وفعلية طالما انه أصبح لإسرائيل سفارات في العديد من الدول العربية..القريبة والبعيدة!!