ذاك السر الخفي الذي يسكن القلب المفعم بحب الله هل هو الأمل !! أم السعادة!! أم النجاة!!

في هذه الحياة يمر الانسان بمحطات كثيرة يُلقي في ضيافتها حِملَ أثقاله وأسفاره عبر السنين عسى أن يحظى بالسلام والسكينة لروحه..

ياترى هل تأقلم مع نفسه ومنحها القدر الكافي من الطمأنينة أم تركها في صخب الأحداث لتتلقى مالم يكُن في حساباتها عبر رحلتها في الحياة؟؟

إن مسألة التعايش مع الذات والسمو بالنفس البشرية نحو مايليق بها تتطلب وعيٱ وإدراكٱ لما حولها فضلٱ عن اليقين التام بأنَّ حبل النجاة الوحيد في معتركات الحياة هو التقرب إلى الله.

إن أجمل مايميز المرء منذ بداية نشأته هي شخصيته وإن لم تكن مكتملة لكنها تكون بداية لهويته وكيانه ووجوده.

تلك الشخصية تتطلب ثقة عالية بالذات وتحمل وإدراك للمسؤولية عن كل فعل وتصرف يحدث تغيرٱ في مسيرة الحياة.

عادةً شخصية المرء تعتمد في تكوينها على أُسس ومقومات تكون هي الركيزة الأساسية لكيانه الفعلي وإن كان للأهل والأصدقاء دورٱ فعالٱ في إعدادها إلا أنها لاتكتمل سوى بنور الأيمان الصادق واليقين التام بالله كيف لا والقلب معلق بحب الله فلك أيها الانسان ماتتمناه وأنت على هذا اليقين التام بالله.

في رحلة النضوج وبعد تجارب وصراعات في الحياة يكون المرء قد عاش احداثها وتفاصيلها سيدرك عندها أن قوة شخصيته وجمال ظهورها لايقاس بما ملك من مالٍ وسلطة بل بخشوعه وخضوعه لله والذي سياخذه إلى حيث السعادة والنجاة.

ومع هذا المستوى من الإدراك يكون المرء قد استوعب شخصيته بالشكل الذي يجعله مكتفيٱ بنفسه متمكنٱ من ذاته وعلى قدرٍ عالٍ من الايمان بكل إمكانياته وطاقاته للوصول إلى حيث غاياته المرجوة.

ثقة المرء بذاته وقوة شخصيته هي ليست تسلطاً أو غروراً كما يراها ويفسرها البعض الذي فيه فقدان لمحيط الآخرين والتعالي بدون تقديم فعل بل هي زهو بالنفس نحو مايليق بها وينسجم مع متطلباتها،، فهي إيمانٌ ووعي وإدراك بقدرة المرء نحو طموحاته وغاياته وهذا كله معزز بالثقة العالية بالله.

نعم إن الثقة بالنفس هي شعور كامنٌ في الذات البشرية إذا بُنيت على أُسس متينة وقواعد راسخة وثابتة ستمنح صاحبها صلابةً وقوةّ تمكنهُ من إستيعاب احداث الحياة كونها قائمة في اساسها على حب الله فلا ملاذ ٱمن في هذه الحياة إلا بالخوف من الله ولا راحةً وسلام إلا بالرضا بقدر الله.

إنْ تأمل الانسان هذا الكون لوجد نفسه مخلوقاً ضعيفاً مهما ملك من مالٍ أو إستند على سلطة إن كان بعيداً عن الله لان قوته تكمن بخضوعه وخشوعه لله دون مالٍ ونفوذٍ وسلطة بعيدٱ عن القوة البدنية التي لاتتطلب وعياّ وإدراكاً بقدر حاجتها للمجهود العضلي.

فمن هو صاحب الشخصية القوية؟؟

هل هو المالك للمال والمتمكن في السلطة أم هو الخاضع لله !!

إن صاحب الشخصية القوية هو ذاك المرء الذي يكون عبدٱ خاضعاً لله يعمل باوامره ويجتنب نواهيه وهنا يكمن سرُّ قوة شخصيته وتميزها من خلال الثقة الكبيرة بالله والتوكل عليه في كل الأمور مع الأخذ بالأسباب والدوافع المؤثرة في احواله.

فقوة الشخصية أو الشخصية القوية لاتأتي من المال والسلطة والجمال فهي أمور وإن عززت من وجود الشخص وزادت من ثقته إلا أنها زائلة لامحالة فهي في لحظةٍ قد تتلاشى وتختفي دون سابق إنذار فما يثبت ويعزز من شخصية الانسان هي علاقته القوية بربه ومن ثم ثقته بنفسه.

ألا يشعر الانسان بالراحة والطمأنينة والسلام وقلبه معلق بالله.