في الآونة الأخيرة شهدت الكويت انتشارًا لجشع بعض التجار وارتفاعهم لأسعار المواد الغذائية والتموينية دون وجه حق، وهو الأمر الذي أصبح خطرا يهدد الأمن واستقرار الوطن، ما يلزم الجهات المسؤولة بإحكام السيطرة على الأسواق والمجمعات الخدمية منعاً لأنتشار الاستغلال والقضاء على الاحتكار، حتى ينعم الشعب الكويتي بالمنتجات دون استغلاله وسلب أمواله.

المواطنون أبدو استياءهم الشديد بعد أن ألتهم الغلاء الفاحش للأسعار جيوبهم فلقد ازدادت رقعة الأسر الفقيرة، فبعض الأسر متوسطة الدخل أصبحت فقيرة والأسر الغنية أصبحت متوسطة الدخل، وجب إيجاد حل عادل وفوري للقضاء على مشقة ارتفاع الأسعار التي أصبحت الأزمة الرئيسية داخل السوق.

كلمتي للتجار ضروري التمسك بالربح الزائد فإن كنت تاجرا حقا تحب وطنك وتتمنى الخير لأبناءه فعليك أن تتنازل عن جزء من هامش الربح.

فأياكم والطمع والجشع لأنه يذهب البركة فالمال وفي الحياة ويكون الطماع دائم الشعور بالفقر وعدم الرضى، لأن الإنسان يذل نفسه هنا وهناك حتى يحصل على ما لا يحل له فالأولى والأفضل أن يتوكل على الله والرضى بما قسم له.

يعاتب الشعب المسؤوليين لأنهم أمانة في رقابهم ستحاسبون عليهم، فعليكم أن توفروا للشعب الأمن الغذائي كما تسعون لتحقيق الأمن القومي هما أمران لازمان ومتلازمان فلا يمكن ترك الأمن الغذائي موقوفا على يد تجار ليس عندهم أدنى مسؤولية لتحمل الأمانة، فالرقابة المحكمة هي التي تحقق الأمن الغذائي والرخاء الاقتصادي، كذلك الجولات المستمرة على الأسواق والمجمعات الغذائية ومنافذ بيع السلع اليومية.

وكذلك يلزم أيضا طرح عملية خفض الرسوم وتكلفة التخزين حتى تهدأ الأسعار، وعرض خيارات لمواجهة أي زيادات مقبلة في أسعار السلع الأساسية، حتى ينعم أصحاب الدخل المتوسط والمحدود بوجود بيوتهم عامرة باحتياجات أسرهم، وخفض التكاليف على التجار كرسوم التخزين وفترة السداد لتخفف ارتفاع الأسعار.

ويجب أن نأمن أهلينا الكويتين بمخزون استراتيجي من السلع الأساسية يكفي لأكثر من عام، خاصة بأن خرجت علينا جائحة فيروس كورونا المستجد وبعدها أزمة روسية وأوكرانيا التي أثرت بشكل ملحوظ أمام الجميع على أسعار السلع والمنتجات الأساسية.

على الشعب أن لا يشارك في استغلال أحد بل كونوا دائما حرصين على حقوقكم وحقوق إخوانكم فإن وجدت أحد يتاجر بمصالح الناس ويستغل حاجتهم بلغوا عنه الجهات المسؤولة حتى لا يستغل غيركم من إخوانكم وحتى يكون ذلك رادعا لغير من الذين جعلوا استغلال الناس منهج حياة.