عندما تبقى ملكة بريطانيا: "إليزابيث الثانية" في الحكم سبعين عاماً إستهلكت خلالها خمسة عشر رئيس حكومة فهذا يعني أنها قد كانت إمبراطورة بكل معنى الكلمة وهذا يعني وأنه غير صحيح أن الملوك البريطانيين والملكات بالطبع لا أدواراً سياسية لهم وأنهم مجرد "متفرجين" على مسرح تتقارب وتتباعد فيه الأحزاب السياسية بين "عمال" و"محافظين" وبين متسللين دأبوا على إغتنام الفرص في لحظة إشتباكات سياسية بين الحزبين الرئيسيين.

إنّ الملكة "إليزابيث" الثانية قد بقيت على رأس الحكم والنظام في بريطانيا العظمى لسبعين عاماً وحقيقة أنها على مدى هذه الفترة الطويلة كانت تحكم بالفعل وأنها قد كانت إمبراطورة "متوّجة" حقاًّ وحقيقة وهكذا فإن الأحزاب السياسية قد بقيت مجرد "ديكورات" لهذه المسيرة.

لقد لخص هارولد ويلسون الذي كان قد رأس ثلاث حكومات العلاقة بين الحكومة البريطانية والملكة بالقول: "هناك شخصاُ مختلفاً ومستقلاً وغير موال لأي طرف سياسي همه الوحيد التأكد من أنّ البرلمان يمثل قرارات الشعب وهذا الشخص تفتقر إليه الدول التي تتبع النظام الرئاسي"!!.

إنّ ملكة بريطانيا "إليزابيث الثانية" قد تربعت على العرش البريطاني لسبعين عاماً وأنها كانت تحكم حكما فعلياًّ كأي ملك من خارج هذه الدائرة... ومثلها مثل ملوك ما يوصف بأنه العالم الثالث.. ومثل رؤساء هذا العالم الذين يحكمون من المهد إلى اللحد كما يقال.. وهذا إن لم تطيح بهم الإنقلابات العسكرية.. التي توصف ولا تزال بأنها "ثورات" شعبية وجماهيرية وهذا غير صحيح على الإطلاق!!.

والمعروف أنه ما أن "رحلت" ملكة بريطانيا بعد سبعين عاماً من الحكم الفعلي والحقيقي وكأيّ إمبراطور لا قرار إلا قراره ولا حكم إلا حكمه كما هو واقع الحال في العالم الثالث.. والرابع.. والخامس.. والعشرين حتى قفز إلى مقعدها، وبرشاقة قط متنمِّر، نجلها الأكبر وولي عهدها الأمير تشارلز الذي من المؤكد أنه سيختار، لا بل يقال أنه قد إختار، إسم تشارلز الثالث.. وحيث أنّ جده قد كان يجلس على العرش بإسم "جورج السادس" وهذا إبان الحرب العالمية الثانية.