منذ أن تأسست الدول الصفوية الشيعية الأم، الاثنا عشرية مطلع قرن السادس عشر ميلادي، وهي خنجر مسموم يطعن في خاصرة الدول السنية المسلمة المجاورة، بل وكانت سبباً في دخول المحتل إلى منطقة الخليج العربي، من خلال التحالفات والمعاهدات مع المحتل الأوروبي وخصوصاً المحتل البرتغالي والبريطاني في احتلال منطقة البحرين والقطيف والإمارات، بحكم أن هذه المناطق تطل على ساحل الخليج العربي، وبالتالي فان السيطرة عليها يعني التمهيد للسيطرة على كافة الجزيرة العربية، والقضاء على دعوة النبي محمد (عليه أفضل السلام) على يد صليبين حاقدين على الإسلام منذ سقوط الأندلس واحتلالها.

وعلى هذا المنوال، تسير دولة إيران الحالية على خطى أجدادها في محاولة السيطرة على دول الخليج والتدخل في شؤونها الداخلية، عبر محاولة تهديد الأمن تارةً، كضبط خلايا في البحرين تؤسس لتنفيذ عمليات هجومية بتوجيه وإشراف وبأسلحة من إيران، وتارةً بتدخل إيران في الإمارات، ليتعدى ذلك حدود احتلالها للجزر الإماراتية الثلاث، وتارةً تلعب على الوتر الطائفي لشيعة الكويت في مواجهة السلطات وزعزعة الحكم والانتفاض أمام الشعب والحكومة.

إيران وعبر ميليشياتها في المنطقة تحاول جاهدة إثارة البلبلة وإشاعة روح الفتنة والطائفية للسيطرة على منطقة الخليج العربي وتحويله حسب أهوائهم لخليج فارسي، ومن ثم المضي قُدماً على خطى أسلافهم في الوصول إلى أرض الدعوة النبوية الإسلامية والسيطرة على السعودية وكامل الجزيرة العربية.

فالصواريخ التي يضربها الحوثيون على الطائف جنوبي مكة المكرمة، وعلى جازان وعلى عسير وعلى بعض المرافق النفطية والحضارية والمطارات في جنوبي المملكة السعودية، كلها بتمويل ودعم إيرانيٍ مباشر، وسط تحركات من الأخيرة لتجديد وترميم العلاقات الدبلوماسية بين دول الخليج بحجة أنهم يمدون يدهم للسلام والحوار وأنها -أي إيران- مكاتبها دائمة مفتوحة للحوار مع دول المنطقة.

إن هذه الأحلام التي تحلم بها إيران ضد المنطقة العربية عموماً، وحياكة خططها ضد دول مجلس التعاون الخليجي خصوصاُ، لهي جزء فارسي مدروس لتحويل دول الخليج إلى كيانات شيعية كالعراق، وهذا يعني أن هذا الأخطبوط قد سيطر على مقدرات المنطقة وأصبحت الموارد النفطية والمائية في شرق الشرق الأوسط تحت تصرفه، وبذلك تسترد إيران أمجاد الشاه إسماعيل الصفوي.

#فضاءـالرأي