بعد دخول الانتفاضة العارمة ضد النظام الايراني بسبب مقتل الشابة الکردية مهسا أميني أسبوعها الثالث، وفي طلة لخامنئي على الشعب الايراني تشبه طلته بعد نفس المدة تقريبا عقب إنتفاضة 28 ديسمبر2017، فإنه أطل وهو أشبه بمن کان مختليا في جوف کهف وصحى فجأة من غفوة عميقة ليکيل إتهامات لهذه الانتفاضة لاتختلف بشئ عن تلك التي کان قد کالها للإنتفاضة المشارة إليها انفا.
خامنئي الذي أعرب في تصريحاته بخصوص الانتفاضة الحالية عن دعمه القوي لقوات الأمن، فإنه وفي نفس الوقت وفي تناقض واضح زعم بأن قتل الشابة الکردية مهسا أميني حطم قلبه! بيد إنه وازاء قتل العشرات من أبناء الشعب الايراني المنتفضين إحتجاجا على قتل أميني برصاص قواته الامنية لم يرمش له جفنا! خامنئي المغرم بنظرية المٶامرة، عاد في تصريحاته هذه ليکيل التهم للمننتفضين ويلبسهم ثوب العمالة والتبعية للولايات المتحدة وإسرائيل (لکنه لم يذکر هذه المرة منظمة مجاهدي خلق ويبدو إن له في ذلك مأرب)، وإن السٶال الذي يفرض نفسه هنا ويريد إجابة من خامنئي نفسه هو: إذا ماکانت هذه الاعداد الکبيرة من أبناء الشعب الايراني عملاء لأمريکا وإسرائيل، فأين کانت أفکارکم ومبادئکم التي تزعمون ليل نهار بأن الشعب الايراني مٶمن بها ولماذا لم تٶثر على کل هذه الالاف؟!
تهم العمالة التي هي أشبه بورقة تتواجد في جيب خامنئي وکل مسٶولي النظام الايراني حيث يلوحون بها کلما واجهتهم إنتفاضة ضد أفاکرهم وقيمهم ومفاهيمهم، وهم بهذا يزعمون بعصمة النظام ومن إنه دائما على حق وفي نفس الوقت فإن الشعب الايراني إذا ما عارضهم فإنه دائما على خطأ وضلال، والمثير للسخرية إن العالم کله يسمع ويرى الشعب الايراني وهو يقف ضد هذا النظام وضد شخص خامنئي تحديدا ويهتف بالموت ضده، لکن خامنئي يتجاوز کل ذلك ويتهم الشعب بالعمالة والتبعية طالما هم ضده وضد نظامه.
قتل مهسا حطم قلب خامنئي، لکن من قتلها؟ هل إن قتلتها جاءوا من بلد أو کوکب آخر؟ أليسوا هم ذات دوريات محاکم التفتيش للنظام؟ أليس قتلتها هم أفراد تلك الدورية القمعية المتشکلة من: النقيب عناية الله رفيعي، والرقيب أول علي خوشنام وند، وبرستو صفري، وفاطمة قربان حسيني! فعن أي تحطيم قلب تتحدث يارجل والقتلة نفسهم لازالوا يصولون ويجولون في شوارع طهران بحثا عن شابات أخريات مثل أميني، وأنت تعلن عن دعمك الکامل لهم من دون مواربة؟
خامنئي الذي يريد أن يظهر للشعب الايراني والعالم رقة مشاعره ورهافة قلبه تجاه ماقد حدث لأميني، لکن قلبه کان من جلمود عشية قتل 1500 من الذين تم إعتقالهم على أثر أحداث 15 نوفمبر2019، أين کان هذا القلب عند قتل العشرات تحت التعذيب ومن ثم الزعم بأنهم قد إنتحروا؟!
- آخر تحديث :
التعليقات