النظام الايراني وإن کان ظلمه قد عم جميع شرائح الشعب الايراني إلا إنه لامناص من الاقرار بأن الظلم الذي مارسه بحق المرأة الايرانية قد تجاوز کل الخطوط والاعتبارات ولاسيما وإن هذا النظام قد تمادى في ظلمه بحق المرأة حتى أوصله الى حد الاستخفاف والاستهانة بکرامتها وإعتبارها الانساني ولاسيما بعد أن قام بإصدار قوانين ذات طابع قرووسطائي يتم من خلالها التعامل مع المرأة وفق مفاهيم رجعية قرووسطائية أکل عليها الدهر وشرب، وبموجب هذه القوانين يتم حظر المرأة مزاولة العديد من المهن وکذلك من تلقي العلوم الدراسية في العديد من المجالات وذلك بسبب جنسها وإنها أنثى!
الظلم الکبير وغير العادي الذي لحق بالمرأة والذي تجاوز کل الحدود على يد النظام الحاکم في إيران صار يضرب به الامثال ولذلك فإنه لم يتعجب العالم من إنتصار الشعب الايراني بمعظم شرائحه ومکوناته للشابة الکردية مهسا أميني التي قضت نحبها من جراء التعذيب الذي تعرضت له على يد ما يسمى بدوريات الارشاد التابعة لشرطة أخلاق النظام وليس"شرطة الاخلاق"، لأن النظام قد تصرف وتعامل مع الضحية أميني وفق معايير النظام الاخلاقية التي لا يتعامل ولا حتى يعترف بها الشعب الايراني، وإن الشعب الايراني قد أکد ذلك من خلال إنتفاضته التي لم ينتصر فيها للضحية البريئة أميني بل وللمرأة الايرانية ذاتها.
برکان الغضب الشعبي الذي إنفجر بوجه النظام الايراني في کل المحافظات الايراني بل وحتى في مدينتي مشهد وقم الدينتين، هي بمثابة رسالة واضحة المعالم لنظام الملالي بأن رداء ولاية الفقيه ليس يناسب الشعب الايراني فقط بل وإن هذا الشعب ومن خلال موقفه هذا قد شرع بتمزيق هذا الرداء الاخرق ورميه بوجه خامنئي ورئيسي.
إختصار الاسلام في غطاء الرأس وجعل إستعباد المرأة وإنتهاك حقوقها أساسا ومنطلقا لذلك، هو ما قد دأب عليه نظام الملالي منذ اليوم الاسود لمجيئه، وإن قمعه لتلك التظاهرة النسوية التي خرجت في الايام الاولى من إطلالة کابوس ولاية الفقيه على إيران والتي أعلنت فيها المرأة عن رفضها لفرض الحجاب عليها والتي من المناسب جدا لفت الانظار الى مشارکة عضوات في منظمة مجاهدي خلق تضامنا منها مع المرأة الايرانية، لم تکن نهاية القصة بل کانت بمثابة بدايتها وإن الانتفاضة واحد من الفصول النهائية لهذه القصة التي ستستکمل فصولها بإلحاق حکم العمامة المزيفة بحکم التاج المباد.
- آخر تحديث :
التعليقات