تتباين الأحداث الراهنة حالياً في العراق وتتصادم المشاعر الإنسانية بين المواطنين العراقيين بين متشائمٍ ومتفائل حول المستقبل المجهول للبلاد في ظل حكومة تصريف الأعمال اليومية، لحكومة رئيس الوزراءمصطفى الكاظمي، وانغلاق الأفق السياسي بين مكونات الشعب.

حيث تم الإعلان مؤخراً عن جبهات وقوى وطنية جديدة تشكلت للخروج من الأزمة العراقية الحالية، بعدإصدار رئاسة البرلمان قراراً لاستئناف جلسات مجلس النواب الذي دام توقفه لشهرين كاملين دون انعقاد أيجلسة، وكان على سلم أعمال جلسة البرلمان تصويت النواب على قبول استقالة رئيس البرلمان محمدالحلبوسي، لكن البرلمان صوّت بالأغلبية يوم قبل أمس على عدم قبول طلب الاستقالة، من خلال تجديد 222 نائبا الثقة برئيس البرلمان، في أجواء وُصفت بالجهنمية، حيث سقطت 3 صواريخ من طراز كاتيوشا داخل المنطقة الخضراء في بغداد اليوم أثناء انعقاد جلسة البرلمان.

وفي هذا الإطار تُصر القوى العاملة تحت "الإطار التنسيقي" على بقاء ومزاولة جلسات مجلس النواب وأن يعود كما كان عليه سابقاً والتوجه نحو انتخاب رئيس فعلي للبلاد بالاضافة الى رئيس حكومة له كامل الصلاحيات، بدلاً من حكومة تصريف الأعمال الحالية، لكن تيارات أخرى أبرزها التيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر ترفض ذلك وتُصر إصراراً تاماً على حل البرلمان والذهاب لانتخابات مبكرة.

كل هذه الأمور أدت إلى تحركات جديدة وظهور قوى وتكتلات سياسية جديدة، في ظل حالة التشظي وانعدام الأفق السياسي، حيث طفت على السطح مؤخراً تكتل سياسي جديد باسم "جبهة نخوة العراق" والذي وفق مؤسسيه تأتي بديلاً للأحزاب السياسية القائمة، والتي فشلت فشلاً ذريعاً في إدارة البلاد لمدة عقدين كاملين.

هذه الجبهة والتي تتكون من 20 حزب وتكتل سياسي عراقي، أعلنت وفق مؤسسيها أنها ستكون بديلاً لتعديل النظام السياسي القائم، من خلال تكتل "ليبرالي" يضم كافة أطياف العراق، سواء كان مسلماً أومسيحياً أو يهودياً، لأن الجبهة باسم العراق وليست مبنية على الانتماء والدين.

الجبهة التي تضم رجال أعمال واقتصاديين وكُتّاب ترى أن هوية الدولة المدنية سيكون بديلاً عن الدولة بمفهومها الإسلامي للخروج من الطائفية، باعتبار أن الأحزاب الإسلامية التي حكمت العراق بعد عام2003، سواء سنية أو شيعية، فشلت فشلاّ ذريعاً في الحكم ومواجهة الفساد، وأوصلت البلاد لحالة الفلتان والطائفية والتشظي المذهبي، وهو ما دفع مؤسسي الجبهة إلى تشكيلها من تيارات وأشخاص وأحزاب بعيدة كل البعد عن النمط الديني والمذهبي.

الخلاف العراقي العراقي، دفع إيران لاستهداف مواقع أحزاب كردية في شمال العراق بصواريخ ومُسيرات، بعد اتهام إيران بعض هذه الأحزاب بتأجيج الاحتجاجات العارمة التي تشهدها البلاد بعد مقتل فتاة كرديةع لى أيدي القوات الإيرانية، لكن الخارجية العراقية كان ردها فقط استدعاء السفير الإيراني وتسليمه مذكرة احتجاج شديدة اللهجة فقط.

ويأمل المواطنون العراقيون في حل كافة الأزمات التي تعيشها البلاد داخلياً وخارجياً، حيث لا زال المواطنون في شمال العراق وغربه وبعض المناطق التي شهدتها حروب القضاء على ما يُسمى تنظيم "داعش"، تعاني من نقص في إعادة الإعمار وخصوصاً مدينة الموصل التي أخذت نصيب الأسد من الدمار في كافة مرافق الحياة، كما وتُعاني من أزمات المياه وجفاف وتقلص منسوب المياه فيها، جراء اغلاق تركيا بعض السدود، مما نتج عنه جفاف المزارع وهجرة الكثير من العائلات الزراعية إلى أماكن أكثر وفرةً للمياه علًهم يجدون ما يسد رمقهم من مشربٍ ومطعمٍ لا توفره لهم حكومة تصريف الأعمال العاجزة عن خدمتهم.


#فضاءـالرأي