مادينُ المرءِ سوى كلمة..
ماشرفُ الرجل سوى كلمة..
ماشرفُ الله سوى كلمة..
أتعرف مامعنى الكلمة؟؟
مفتاحُ الجنة في كلمة.. دخول النار على كلمة.. وقضاء الله هو الكلمة..
تلك العبارات هي مقتطفات من رسالة عظيمة للامام الحسين عليه السلام حين ردَّ على الوليد حاكم المدينة المنورة الذي طلب منه أن يبايع يزيد بن معاوية فقال له الوليد نحن لانطلب إلا كلمة فلتقل: بايعت وإذهب بسلام لجموع الفقراء ماأصغرها إن هي إلا كلمة..
فما كان جواب الامام الحسين عليه السلام إلا أن قال: كبُرت الكلمة وهل البيعة إلا كلمة.
هل تموت الكلمات حين تُقال!!
هل الكلمات صغيرة أم كبيرة بفعلها!!
هل الكلماتُ نور!!
الكلمات لاتموت وإنْ مات قائلها..
الكلمات ليست عبارات رنانة تنتهي بمجرد النطق بها..
هي أفكارٌ هادفة وأحاسيسٌ معبرة تميلُ إليها النفس البشرية لتفصحَ عن رغبتها بما تريد..
هي فعلٌ خفيٌّ في أثره يبني قصراً من الودِّ.. وينثرُ أملاً في ساعة العُسرِ ويضيءُ حُلماً في عتمةَ المحنِ..
وقد يكون لوقعها كضربةُ سيفٍ تقتُل زهوة النصرِ وتُمحي قدراً من الهممِ وتخذُلُ بلوغَ الهدفِ..
قد يكون للكلماتِ نورٌ لمن يُريد بها السلام أو نارٌ لمن يرغب فيها الحرب والقتال..
هي وعدٌ وشرفٌ لمن يريدُ بها حلاوة حديثهِ.. وفعلٌ ينتظرُ فرجاً لمن كانت له الحياةُ تميل..
كالنغماتِ بعضها تُداعب الأحلام حين تسري في ذاكرة الأيام وبعضها الآخر كصوتِ الرعدِ يُحدثُ وجعاً حين يقتلُ فرحة الربيع وهو ينشرُ عبق الأمنيات..
ليست مجرد كلمات تقال وتنتهي بموت صاحبها..
أو كلمات لم تبصر النور فتبقى سجينة الفكر والقلب..
هي اعظم من ذلك:
هي وصالُ للأحاديث.. ونضالُ للأفكار.. وسردُ للقصص.. ونبضاتٌ للحياة..
حياتنا ما هي إلا كلمات تكتب علينا او تكتب لنا وقد نختار نحن الكلمات لمن هم أهلاً لها فهناك كلمات لاتقال إلا مرة واحدة ولشخص واحد ثم لايصبح لها معنى بعد ذلك،، وقد تبقى أسيرة الذاكرة عساها تجد ضالتها في وحدتها..
لتكن كلماتُكَ قناديلٌ مُضيئة في مسيرة حياتك.. هي للروح غذاء وللحلم رفيق وللسعادة مفتاح..
فهل تُحسن إختيار الكلمات؟؟
إنْ أحسنت الأنتقاء فأنت بها سيدُ نفسك.. وهي لك خيرُ رفيقٍ في عزلتك.. وأعظمُ جليسٍ لفكرك.. وأجملُ حُلمٍ ترسمهُ في خيالكَ.