تكررت خلال الأشهر القليلة الماضية عمليات فدائية نفذها أطفال فلسطينيون دون سن الرشد ضد جنود الاحتلال أو مستوطنين انتهت جميعها بإصابات خطيرة للمنفذين أو تصفيتهم على يد الة القمع الإسرائيلية.

ورغم الترحيب الفصائلي والشعبي أحيانا ابان هذه العمليات الا أن أصواتا كثيرة داخل فلسطين عبرت عن شجبها اقحام الأطفال الفلسطينيين في اتون الصراع مع الاحتلال، لاسيما وأنهم دون سن التكليف والرشد.

وفي مقاله المعنون "أطفالُنا خُلقوا للحياة ... وشعبُنا للحرية" يؤكد الكاتب الفلسطيني نهاد أبو غوش أن المقاومة هي وسيلة الشعب الفلسطيني لنيل حريته المسلوبة، وليست هدفا في ذاته ما يجعل أي إنسان طبيعي يرفض أن يذهب أطفاله إلى المعركة عوضا عنه، فضلا عن رؤيتهم يقتلون سواء من أجل الوطن أو من أجل أي فكرة سامية.

ويضيف أبو غوش "لا يمكن للموت أن يكون هدفا لنا، لا لشبابنا، ولا لأطفالنا الذين خلقوا للحياة وللمستقبل، فلنحمهم بحدقات العيون وبنشر الوعي والثقافة التي تحمي طفولتهم، لكي يعيشوا في وطن حر".

ويمضي الكاتب الفلسطيني في المقالة ليعبر عن استغرابه من أن تتسابق الفصائل بقطاع غزة في تمجيد ظاهرة عمليات الأطفال ووصفها بأنها ظاهرة طبيعية وردّ على جرائم الاحتلال، بل وتدعو للمزيد من هذه التضحيات، دون أن تبرز أن هؤلاء الأطفال هم عمليا ضحايا لآلة القتل الإسرائيلية".

جدير بالذكر أن العديد من المنظمات الحقوقية العربية والدولية كانت قد حذرت في وقت سابق من مؤشرات الصحة النفسية للطفل في فلسطين، لاسيما في ظل تكرر المواجهات بين الفصائل المقاومة وجيش الاحتلال خلال السنوات الماضية، وما يتبعها من عمليات قصف ودمار تمس بشكل مباشر بنفسية الأطفال باعتبارهم الفئة الأكثر هشاشة في الصراع، في ظل الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الشعب الفلسطيني.

وهنا يجب الإشارة الى أن رفض ظاهرة الأطفال الفدائيين لا تعني الانتقاص من حق الشعب الفلسطيني في الدفاع عن حقوقه المشروعة في دولة ذات سيادة على أرضه وفقا للشرعية الدولية، والتي ندعمها جميعا ولكن على نقيض ذلك واعلاء لقيمة حياة الانسان الفلسطيني، فأطفال اليوم هم مستقبل فلسطين الذي يجب أن يُراعى ويُحفظ، كي يكون الغد مشرق ومصون بأطفال اليوم ورجال وأبطال المستقبل.