ينمو الإنسان اجتماعيًا كما ينمو جسديًا ونفسيًا وإنفعاليًا، وهذا النمو يتأثر بمؤسسات التنشئة الاجتماعية كالأسرة وجماعة الرفاق والمدرسة ودور العبادة ومنصات الإعلام الرقمي.

ونمونا الاجتماعي والنفسي، يعتمد بشكل كبير على أسلوب التنشئة الاجتماعية الذي اعتمده الأبوين معنا، إلا أن تنشئة الأبوين، ليست وحدها المؤثرة في نمو الفرد النفسي والاجتماعي، حيث أثبتت عدة أبحاث دور أصدقاء الطفولة في التأثير على احترام الفرد لذاته وفيمن سيكون لاحقًا.

وهذا هو دور البيئة الاجتماعية، فما يحدد من ستكون ليس أهلك وأسرتك فقط، بل هناك أطراف أخرى، ويقول أحدهم آباء سيئون في بيئة جيدة أفضل من آباء جيدين في بيئة سيئة.

إذًا الأبوين جزء من البيئة، وليسوا أصحاب القرار الذي يحدد مسار حياتك وشخصيتك، وتحميلهم مسؤولية الإخفاق الذي تمر به، ما هو إلا عودة لـ«عقلية الطفل».

وطالما أن الفرد يُعَوِل مشاكلة على أبويه ويلومهم بشكل مستمر، فهو لا يزال قابعًا في عقلية الطفل التي لا تنتهي بإنتهاء مرحلة الطفولة بل تصل لدى البعض لسن متأخر، وهي عقلية متأزمة جدًا، ولا جدوى منها.

إن الفرد ليس إلا مسؤولية نفسه، وأنت كفرد مسؤولية نفسك لست مسؤولية أحد أخر، وعندما يكبر الفرد وينجب أبناءً سوف يدرك أن توفير بيئة ملائمة لطفله أمرٌ مثالي وصعب جدًا، وبالتالي يتذكر أن تنشئته السابقة مرت بنفس الظروف.

خلاصة القول، أن الجميع لم تتهيأ لهم ظروف تنشئة مثالية، ومصير شخصيتك لا يحدده أهلك، الأهل جزءٌ من المعادلة، ولكن النضج الحقيقي أن تعترف بأن مهما كان مصدر مشاكلك، فهي مشاكلك، مسؤوليتك أنت، يجب أن تتعامل معها وتتحملها.