حديثٌ هادئ بين زوجٍ وزوجته ..
- طبعاً.. أنت تشاهد الحسناوات على التلفاز! بينما تهملني تماماً!
( نَظَرَ باتجاهها شذراً ومَطّ شفتيه متراً ثم قام بتغيير القناة إلى قناة أخرى ) لتُكمِلَ هي:
- طبعاً .. لا شيء يستدعي انتباهك ! كيف تزوّجتك وأنت لا تعلم كيف تتحدّث؟!
(طار جهاز التحكّم عن بعد مع فنجان القهوة في الهواء..) وصَرَخ فيها بكل قوته..
- يا امرأة النكد والنحس والثرثرة! منذ عرفتكِ لم أكسب قرشاً هنيئاً!! عِشرتكِ هي التي علّمتني قلة الكلام! أنتِ الغلطة الأكبر في حياتي، أنتِ أكبر بكثير من "غلطة" هاني شاكر! ولا أعلم هل سيغفرها لي ربيّ! أم أنها ستكون سبباً في "تذويب" ذنوبي!!
- (تصرخ) بطنكَ المتهدّل الذي يكادُ يلامس الأرض، ذابَ يوماً بسبب ركضك خلفي من شارعٍ لآخر! هل نسيت؟ لا أعلم إلى متى أستطيع تحمّل عيشتي معك!
(تقفز حواجبه حتى تكاد تخترق سقف الغرفة ويفتح فمه بقطر 3 أمتار حتى ظهرت معالم وتضاريس بالمعدة بشكل واضح)!
- بطني المتهدّل الذي يكادُ يلامس الأرض!! سيخترق الأرض بسبب الوجبات السريعة التي أستعيض بها عن فشلك في الطبخ! فاشلةٌ أنتِ حتى في قلي البيض!! كم أتمنّى أن ينخفض سعر البيض علّني أرمي عدة بيضاتٍ في حلقكِ المتسع دائم الثرثرة.. كي أشفي غليلي!!
وقبل أن تبدأ زوجته بالرد.. يصدرُ صوتٌ من الحائط.. ويتصدّع بشكلٍ محدود ويتشكّلُ جزءٌ منه على شكل وجهٍ غاضبٍ ويدان تتطاولان ..
تخرجُ عيونهما من محاجرها دهشةً وخوفاً.. ويتسمرّان ..
- نعم نعم .. أنا حائط كما ترون.. حائط وأريد الحديث .. أنتم من جعلتم الحائط مضطراً للحديث.. تباً لحظ الحائط الذي قُدّر له أن يعيش بينكم! هل سمعتم أن حائطاً يفقد عقله!! خَرَّبَ الله بيتكم!! ماذا؟ عذراً.. هو مخروبٌ أصلاً ..ارحلوا أرجوكم.. اذهبوا لأي مكان فأنا لا أستطيع الرحيل.. وأخاف أن أتصدّع مسبّباً الأذى لجيرانكم!
لماذا تزوّجتم لماذا؟؟ الزواج لم يُخلق لأمثالكم.. أنتم أبطال العالم في الصراخ والنكد والبشاعة.. تباً لكم!!
- (يتجرأ الزوج وتدُبّ فيه شجاعة الرجولة) ومادخلكَ أنت؟ من أنت؟ وكيف استطعت الاختباء في الحائط؟ أُخرج قبل أن أبلّغ الشرطة..
(يجاوب الحائط بنرفزةٍ حائطية)
- تعال تعال.. اقترب مني لأصفع رأسك علّ عقلك يعود لك! كيف استطعت الاختباء في الحائط!! كم أنت أحمق!! اقترب مني اقترب.. لا أستطيع إطالة يدي أكثر من ذلك.. المقاول سَمَحَ لنا بمترٍ فقط حال الضرورة!! ألا تستحون؟؟ أهكذا تفهمون الزواج؟؟ الزواج يا حمقى هو محبة ومودة وتبادل اسمنت.. أقصد مشاعر.. الاسمنت يخصّنا نحن فقط.
- (الزوجة مذهولة) وهل تتزوّجون مثلنا؟
- (الحائط بنفاذ صبر) طبعاً نتزوّج ونتكاثر.. ألا ترين المدينة كيف تتوسّع؟؟ لكننا نتزوّج بشكلٍ صحيح وحقيقيّ ليس مثلكم!! نحن ندرك معنى المحبة والمودة جيداً.. تعلّمنا من بعض البشر الذين لا يتشابهون معكم!! يعرفون كيف يُحبّون ويسعدون أحبابهم.. يتحمّلون بعضهم البعض ويتعاملون برومانسية وحنان. اسمعوا .. تعلّموا الحب جيداً .. وألا سأهرسكم فوراً .. هل فهمتم؟
- (الزوجة بوجهٍ غاضب تجاه زوجها) لماذا لم تُحضر هريسة اللوز التي أخبرتكَ عنها!!
- (وقبل أن يبدأ الزوج بالحديث .. يقع الحائط مغشياً عليه)!!
رابط حساب الكاتب عبر فيسبوك وانستغرام:
https://www.facebook.com/saad.m.alhashmi