يبرز في الآونة الأخيرة ترکيز غير مسبوق من قبل کتاب عرب مرموقين على إثارة موضوع الدور المشبوه للنظام الايراني في المنطقة، والتأکيد على أن المشاکل التي أثارها ويثيرها هذا النظام إنما تكمن في رأس الحكم في طهران ذاتها، لا في أذرعها کما قد يتوهم البعض خطأ، لا سيما عندما يزعم قادة النظام کذباً وتمويهاً أن هذه الأذرع مستقلة القرار لناحية ما تقوم به من أنشطة وهجمات بمختلف الاتجاهات، وهو زعم يثير السخرية والتهکم، ولا يمکن أن ينطلي حتى على السذج!

إقرأ أيضاً: الرأس وليس أذرع الأخطبوط

الترکيز على النظام الإيراني، واعتباره أساس ومصدر کل ما يحدث في المنطقة من حروب وتوتر وأزمات، وبشکل خاص من قبل أقلام مرموقة، هو بمثابة رسالة ذات مغزى للولي الفقيه بذاته، مضمونها أنَّ لعبکم قد أصبح مکشوفاً، ولم يعد ثمة من مجال للكذب والتمويه والخداع للتعمية على حقيقة أن هذا النظام يوكل للأذرع العميلة التابعة له مهمة تنفيذ مخططاته وأجندته، من دون أن يدفع ثمن ما يترتب على ذلك من دمار وخراب يحل بشعوب ودول المنطقة، ويضر بالمصالح الدولية.

نظام ولاية الفقيه، ومنذ أن فرض نفوذه وهيمنته على أربعة بلدان في المنطقة، إلى جانب دوره المشبوه في غزة، يبدو واضحاً جداً أنه بات يتصرف کالأخطبوط، مثيراً الفتن والحروب من خلال أذرعه المتعددة، وهي سياسة أرهقت شعوب المنطقة ودولها، ولم يعد ثمة ما يمکن لهذا النظام أن يزعمه ويدعيه بحرصه "الکاذب جملة وتفصيلاً" على السلام والأمن والاستقرار في المنطقة.

عندما يتم الترکيز على رأس أخطبوط الشر في طهران، فإن ذلك يعني وبمنتهى الوضوح أنَّ هذا النظام قد وصل إلى خط النهاية، بعدما بلغ سيل شره الزبى، وضاق الذرع به وانكشف دوره، وهو دور لا يقود إلا إلى الموت والشر والدمار والخراب.

إقرأ أيضاً: سحق رؤوس الأفاعي بدءاً من طهران

إنَّ السعي من أجل تحقيق الأهداف والغايات وتنفيذ المخططات المشبوهة من قبل النظام الايراني على حساب دماء ومعاناة وخراب ودمار شعوب ودول المنطقة، حقيقة انکشفت للجميع، ولم يعد ثمة من يمکنه الدفاع عن هذا النظام والتعمية على حقيقته، لا سيَّما أن تجربة العقود الثلاثة المنصرمة تحديداً أثبتت أنَّه کلما جرى التزام الصمت تجاه هذا النظام وعدم التصدي له ومواجهته، يتمادى أکثر فأكثر متجاوزاً حدود الوقاحة إلى الصلافة غير العادية. لذلك، فالضرورة الملحة تقتضي مواجهة دور ومخططات هذا النظام العدواني الشرير، ووقف عبثه الدموي بأمن واستقرار دول المنطقة.