أي علاقة يمكن أن تكون مشوبة بالصدق ما بين الزوج وزوجته؟ وأي حرية هذه التي نفهم منها أنَّ هذه العلاقة المجبولة بالحب أفَلَ بريقها مع مرور الوقت واللجوء بالتالي إلى اختلاق المبررات من قبل الزوجة لجهة استمرارها، أو الامتثال لها، وجعلها تترك أثراً في حياتهما مع مرور الوقت؟

لا شك في أن العلاقة الزوجية في ظاهرها، تظل قائمة في إطارها العام، على الاحترام والتقدير، ولكن في جوهرها أوهن من بيت العنكبوت!

علاقة آنية يعلوها الكثير من الغبار الذي بحاجة إلى الإزالة، حتى تصير متأملة لغد نريده زاهياً برّاقاً. علاقة صادقة لا لبس فيها.

لماذا نأخذ بالأعذار، ونبرر لأنفسنا الكثير من الصور التي نشاهدها أمامنا، أو تلك التي تُسلق في الخفاء والخاسر بالنتيجة الزوجين، لا سيما أنهما يعرفان حقيقة العلاقة في ما بينهما؟ ولماذا يلجآن إلى خداع بعضهما البعض؟!

أمر مستغرب تلك العلاقة التي تأخذ بعداً يشتمل على ألوان متعدّدة من الحيل والخداع، فلماذا وصلت الأحوال إلى هذه النهايات، وكثير من المواقف التي صارت واضحة للجميع وإخفاؤها صار يستثير الكثير منهم؟

الصورة صارت شاهد عيان، وتبرير المواقف لم يَعد يحتاجُ إلى حراك ما، فلماذا تلجأ الزوجة إلى خداع زوجها في تأدية دورها، وتحاول أن تجد المبرر لتفلت من السؤال، لمجرد التذكير بدورها، وكيف يمكنها التعامل مع زوجها؟ فضلاً عن تهميشه وإذلاله. وهو بحاجة إلى لفتة حنان، وعلاقة يسودها الحب والإخلاص.

الحب وإن كان من طرف واحد، إلّا أنّه يولّد بذوراً من الفرح والراحة لعلاقة طيبة، تستمر في قالب يصبّ أخيراً في سلوك حسن.

على الزوجين أن يكونا صادقين في مشاعرهما تجاه بعضهما البعض، لكي تستمر العلاقة، ويرافقها نبض من الحب الوفاء، وليس من أجل تمرير ذلك لجهة صفقة أو غاية أو هدف، وبعدها كل يمضي في طريقه، ونخلص إلى تحقيق غاياتنا، وبعدها نقف مكتوفي الأيدي ونتفرج، والعودة إلى ما بدأنا!

نعم. هذا حال الكثير من الأزواج اليوم في علاقتهم الباهتة مع زوجاتهم! علاقة أكثر ما أصبحت سطحية تستدعي غربلة كي تتحقق الرؤية والهدف، ومعرفة الحقيقة كاملة بدلاً من صور الخداع التي تعيشها الكثير من النساء اللاتي بتن يتكالبن على الركض باتجاه البحث عن الثرثرة والمال أولاً، بعيداً عن المشاعر التي لم تعد في أغلبها صادقة، بل أضحت ميتة، وضياع وقتهن في اللهو على حساب غيابهن عن البيت، وعن إهمال الزوج والابن... لا سيما أنَّ المال بعرفهن، وبحسب قناعتهن، هو المطلب الأول في الحياة، وترك الزوج يعيش في مخدعه ذليلاً بلا حول ولا قوّة!

الزوج الذي لم يَعد ذاك الذي عُرف عنه، بل صار مثل أي غرض آخر في البيت، غيابه وحضوره سيان، ولم يعد له شخصيته ومكانته، بل إنه مجرد روح بالكاد تُنفّذ رغباته، ويؤخذ برأيه الذي لم يَعُد يَعني أو يؤخذ به، وهذا ما بتنا نراه ـ وللأسف ـ لدى الغالبية من الأسر التي تعيش في أوروبا على وجه التحقيق.

إقرأ أيضاً: في مزايا الصلع ومناقب الرجل الصليع

وفي هذا المقام، يمكن أن نقول: ما هو مبرر بحث الزوجة عن علاقة غير شرعية مع رجل آخر؟ سؤال طالما يُطرح وأخذ أبعاداً كثيرة في بلاد الاغتراب، وهذا ما يعني أنه صار لافتاً بالنسبة إلى كثير من الزوجات اللاتي لجأ قسم كبير منهن إلى طلب الطلاق، بحثاً عن الخلاص من زوج لا يًلبي رغباتها الجنسية، وغير قادر على التفريج عنها عاطفياً!

المرأة تحتاج إلى المال والزوج يعجز عن توفيره، وعدم القدرة على تأمينه لها ما يجعلها تختار البقاء إلى جانبه أو الانحراف، والاندفاع باتجاه خلق علاقة خارج عشّ الزوجية بهدف تلبية رغباتها، فضلاً عن بخل الزوج وحرمان الزوجة من أمور تراها مهمّة في حياتها يمكن أن تدخل معها السرور إلى قلبها، ويصل الأمر إلى إحراجها أمام الآخرين، بسبب المستوى الاجتماعي الذي من المفروض أنها تنتمي إليه، كل هذا قد يضعها في موقف محرج ويضعف شخصيتها؛ ما يسهم في دفعها إلى الوقوع في بئر الخيانة من أجل المال! وحتى مع زوجها، بحيث، وكما سمعت من كثير من المتزوجين ممن التقيت بهم، أنّ العلاقة الجنسية بين الزوج وزوجته لا تكتمل إلا بدفع المبلغ الذي يُحرّر رغبتها الجنسية من عقالها، وهذه الصورة في الواقع صار يتخوّف منها كثير من المقيمين في بلاد اللجوء الذين وصلت فيها سقف المطالب المادية إلى حد لم يعد يمكن السكوت عنه في تلك البلاد التي عاشت فيها تلك الأسر المهاجرة بكل ألق وحرية، على حساب التخلي عن كثير من المفاهيم والقيم والأعراف الدارجة!

إقرأ أيضاً: هل يستحق الكردي الموت؟

أضف إلى البطالة التي يُعاني منها الكثير من الأخوة المتزوجين، لا سيما وأنها تساهم في خلق مشاكل عديدة ومتاعب كثيرة، بالإضافة إلى الأثر المادي الذي تتركه على الأسرة من عبث مادي ثقيل، خصوصاً إذا كان رب الأسرة غير قادر على العمل، مما يُحمّل المرأة مسؤولية كبيرة، ما يُلجئها لكسب المال بطريقة غير مشروعة، ناهيك عن غياب الرجل لمدة طويلة عن البيت بعيداً عن الاهتمام بالزوجة التي تظل وحيدة تعيش بمفردها تحت لعنات الموبايل، ومواقع التواصل الاجتماعي التي لعبت دورها في انحراف العديد من النساء، بدليل أنَّ الغالبية منهن لجأن إلى سد الطريق أمام أزواجهن بكشف ما يَقمن به نتيجة ربط ذلك، أي الموبايل، بأرقام سرية كي لا يعرّضها للكشف عن أي علاقة غير شرعية تكون مبنية بينها وبين شخص آخر، وكذلك الحال بالنسبة لشريحة الرجال التي دفعت بهم أيضاً ظروفهم الزوجية المترهلة إلى إقامة علاقات غير مشروعة مع نساء أخريات تهرباً من الصدمة ورؤية الزوج لهذه الصور التي لم تعد تَسرُّ الخاطر، فأصبح قاب قوسين أو أدنى في البعد عن زوجته بصورة نهائية، والعيش بمفرده نتيجة المواقف التي صارت تتبعها أغلب النساء هنا في أوروبا، فظل الزوج صامتاً، وهو الحل الأنسب بالنسبة إليه، غير قادر أن ينبس ببنت شفة، لا يستطيع اتخاذ أي قرار تجاه زوجته، بالرغم من معرفته بما يحدث أمامه وحوله، وحتى وراءه، وفي عزّ النهار، ولا يستطيع أن يفعل شيئاً، ما دام أنَّ الجهات الحكومية تقف إلى جانب الزوجة ـ المرأة، وتساند ما تقوم فيه من صور أصبحت ملاذها الأول والأخير بعيداً عن المحاسبة والخوف مما تقوم به، بل تفعل ما يخطر بالبال، وعلى عينك يا زوجي. ما العمل؟