ما يدور على أرض فلسطين هذه الفترة من تنكيل بشعب أعزل، وتدمير ممنهج لأرض غزة، كان عنواناً كبيراً على جميع الأصعدة العالمية والمحلية، فهذا الدمار غير المسبوق كان لافتاً، وأصبح يزعج دولاً كبرى ومهمة في العالم، وبعد أن كانت تقول إنَّ من حق إسرائيل أن تدافع عن نفسها، أصبحت الآن تنظر إلى هذا الكيان بأنه عصابة وليس كياناً أو دولة كما كانت تعتقد.

هذا الكيان تخلى عن كل القيم والمبادئ الإنسانية، فأصبح متوحشاً لدرجة كبيرة جداً، ولم يصبح الموضوع إرهاب دولة كما كان يقال في السابق، بل أصبح عصابة مسلحة تقوم بقتل وتدمير أرض صغيرة بدعم غربي واضح ولا لبس به، ويرى المراقبون أن هذه العصابة تجاوزت كل المعايير الدولية في الحروب والأسس الإنسانية التي تنص عليها كل المنظمات الدولية، فهي عصابة تملك سلاحاً، ولا تجيد استخدام هذا السلاح إلا على الأطفال والنساء والعجز، بينما لم نسمع أنَّ المقاومين نكلوا بالأسرى أو تم قتل أحد منهم بطريقة متعمدة أو غير متعمدة، كانوا يعاملون من قبل المقاومة بأفضل معاملة، وهذا ما جاء على لسان المأسورين الذي تم تبادلهم مع أسرى فلسطينيين أثناء الهدنة.

هذه العصابة تقوم بأعمال إجرامية في غزة وعلى سكانها، وهي عصابة لا تعتبر أياً قيم الإنسانية، ولو البدائية، وتصب جام فشلها الواضح على سكان غزة الأبرياء دون رحمة، فهذا هو الفشل الأكيد في الحرب التي يقوم بها هذا الكيان على فلسطين وتحديداً على غزة.

إقرأ أيضاً: هل يمكن للذكاء الاصطناعي توقع الموت... حقاً؟

إنَّ الإجرام غير المسبوق الذي يرتكبه رئيس الوزراء الفلسطيني على أرض غزة كان من نتائجه عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى والمفقودين، وإذا استمر هذا الإجرام بطريقة همجية، يرى مراقبون بأنه سيحول إلى محكمة دولية، وهذا غير المحكمة الداخلية التي تلاحقه في قضايا فساد في حال انتهت الحرب.

بدأ العالم ينظر إلى هذا الكيان بعين الاشمئزاز، ويسحب الدعم عنه تدريجياً، لما وجده من مجازر بحق الأبرياء داخل غزة، ومثل هذا الأمر أصبح منشوراً على جميع القنوات العالمية، سواءً كانت مؤيدة له أو تابعه لهذه العصابة أو محايدة، فأساس الدولة مفقود عند هذا الكيان الغاصب، وما يقوم به بات أكثر من جرائم ضد الإنسانية وهذا ما شهد به كل العالم.