السؤال يکون مستوجباً وله ما يبرره عندما يکون ثمة ما يبعث على المجهولية وعدم المعرفة عما يتم السؤال عنه، بل وحتى يکون السؤال ممکناً إذا ما کان من باب زيادة المعرفة، ولکن عندما تسأل إن كان الصيف حاراً والشتاء بارداً، أو إن کل کائن حين يموت؛ فإنَّ هکذا أسئلة ليس هناك ما يستوجب طرحها، لأن أجوبتها معروفة سلفاً، وليس ثمة ما يبرر السؤال في حد ذاته.

السؤال عن علاقة النظام الإيراني بالتطرف والإرهاب وبالتدخلات السافرة في بلدان المنطقة والعبث بأمنها، سؤال غير منطقي، لأنَّ العالم کله يعرف أنَّ إجابته بالإيجاب، کما أنَّ طرح سؤال بخصوص إن كان لدى النظام الإيراني نوايا مشبوهة في برنامجه النووي وبرامجه التسليحية غير العادية، هو أيضاً سؤال غير منطقي أيضاً، ونفس الشيء أيضاً بخصوص هل إن للنظام الإيراني ضالع في الحرب الدامية الدائرة في غزة، وهل يتدخل فيها من خلال أذرعه؛ فإنَّ الاجابة أيضاً بالإيجاب.

إقرأ أيضاً: رأس أخطبوط الفتنة والأزمات

النظام الإيراني، ومنذ تأسيسه حتى الآن، أثبت ويثبت أنه نظام مشبوه من کل النواحي، وليس هناك ما يدعو إلى الثقة به والرکون إليه، وهو لا يتوانى عن استخدام شتى الطرق والوسائل من أجل تحقيق أهدافه وغاياته المشبوهة، حتى لو کان ذلك ليس على حساب شعوب المنطقة فقط، بل حتى على حساب الشعب الإيراني ذاته. والسبب لذلك یعود إلی طبیعة نشوء هذا النظام وجوهره، إذ لم ینشأ من رحم الشعب الإیراني وتطلعاته، بل جاء منذ ولادته القیصریة، عنصرًا شاذًا دخیلاً علی ثورة الشعب الإیراني ومهدمًا لأمنیاته في تحقیق الحریة والاستقلال وإقامة جمهوریة دیمقراطیة.

إقرأ أيضاً: قرع الطبول الفارغة

من المثير للسخرية البالغة أنه، وبالرغم من أنَّ العالم کله صار على بينة بالمعدن الشرير لهذا النظام وماهيته العدوانية، لا يزال هناك من يطرح أسئلة واستفسارات من النوع الوارد أعلاه بخصوص النظام الإيراني، ولا سيَّما بخصوص دوره المشبوه في حرب غزة، وکذلك کونه من يصدر الأوامر لوکلائه في المنطقة بمهاجمة الملاحة في البحر الأحمر وکذلك القواعد الأميرکية في سوريا والعراق. ومن دون شك، فإنَّ مجرد طرح مثل هذه الأسئلة والاستفسارات ليس غير منطقي فحسب، بل وحتى يثير السخرية الممزوجة بالقرف!

إقرأ أيضاً: خفايا الدور المشبوه للنظام الإيراني

طرح أسئلة غير منطقية من النوع أعلاه، يعطي المبرر للنظام الإيراني ويفسح المجال أمامه لکي يتمادى أکثر، وحتى لكي يبالغ في استغفال المنطقة والعالم بزعم أن لا علاقة تربطه بالنشاطات الإرهابية المشبوهة، وبدوره الأکثر من واضح في إثارة الحروب والمشاکل في بلدان المنطقة، والحقيقة أنَّ المطلوب هو عکس ذلك تماماً، فقد آن الأوان لکي يکون الکلام صريحاً وعلى المکشوف مع هذا النظام، الذي کان منذ قيامه وحتى الآن أکبر مصدر وبؤرة لإثارة الحروب والمشاکل ولتهديد أمن واستقرار بلدان المنطقة والعالم والعبث بها من أجل تحقيق أهدافه وغاياته المشبوهة.

إقرأ أيضاً: إیران: الانتفاضة العارمة قادمة

العالم مطالب اليوم بأن يواجه هذا النظام بشرّ أعماله ونشاطاته العدوانية، لا أن يقوم بطرح أسئلة غبية عن نشاطات ومخططات قام بها هذا النظام ويقوم بها على الدوام، وكل ما عدا ذلك سخرية وعبث!