من لا يُحسن إلى أهله أو رعيته لن يرعى غيرهم ويُحسن إليهم... وهذه رسالة للجميع كي يحددوا وجهاتهم ومساراتهم ويتكئوا على الحقائق بعيداً عن تجار الدين و"القومجية" وسائر باعة الشعارات وشتى أصناف الكذب الأخرى.

إنَّ النظام الديكتاتوري الديني الحاكم في إيران لا يهتم بمصالح شعبه، ويتاجر بالدين لتحقيق أهداف سياسية واقتصادية، ويستخدم الدين كوسيلة للسيطرة على الشعب وقمع أي احتجاجات أو انتقادات توجه له، بالرغم من ادعاءاته باهتمامه برعيته. وتثبت عمليات القمع والاضطهاد التي تنفذها الحكومة الإيرانية هذا الواقع، إذ لا يعني هذا النظام اليوم سوى الحفاظ على بقائه ووجوده واستمراره، ويخدم مصالح أفراد النظام على حساب مصلحة الشعب، متجاهلاً حقوق الإنسان ومبادئ الحريات. وبينما يعيش قادة نظام الملالي حياة ميسورة مرفهة، يعاني الشعب الفقر والحاجة تحت وطأة أقسى الممارسات القمعية. وبالنظر إلى هذه الحقائق، يصعب تبرير ادعاء النظام الإيراني بشأن اهتمامه برعيته في ظل هذه السياسة القمعية الاستبدادية التي ينتهجها وتقوض حقوق الشعب الأساسية.

النظام الإيراني وتناقض ادعاءاته بخصوص فلسطين
حقيقة الأمر هي أنَّ نظام الملالي نظامٌ طارئ على القضية الفلسطينية، وكم هي متناقضة ادعاءاته وسلوكياته بخصوص فلسطين على مستويات عدّة. وكعادته، وكما استخدم النظام الدين كأداة سياسية لتعزيز نفوذه داخلياً، يستخدمه خارجياً أيضاً، وقد نالت فلسطين حظاً أكبر من استعراضات النظام وشعاراته الدينية لتبرير التدخل في شؤون الدول العربية، بينما يُهمل فرضيات وواجبات وقضايا إنسانية داخل إيران مثل الفقر والبطالة وتفشي الجريمة وانتشار المخدرات، ولم يعد الدين سوى وسيلة للسلطة وجمع الأموال بالخداع والاحتيال، وفي ظل ما يُعانيه الشعب الإيراني من أوضاع اقتصادية صعبة وقمع ممنهج، لا مصداقية النظام الإيراني فيما يدعيه بشأن القضية الفلسطينية التي ليست سوى وسيلة لخلق الأزمات وتحقيق مصالحه نظام ولاية الفقيه.

إقرأ أيضاً: العرب ونظام الملالي: المواجهة ضرورة وليست خياراً

بات من الواضح اليوم أن ما يتبعه قادة النظام الإيراني باعة الدين من سياسة خارجية نشطة تجاه القضية الفلسطينية، وتحديداً تجاه الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، لم يكن لحل هذه القضية، بل من أجل استخدامها لكسب تأييد الشعوب الإسلامية، سعياً إلى زيادة شعبيته في أوساطها، وكسب دعمٍ لأجندته السياسية، وبالتالي أن يفرض نفسه محوراً للمقاومة ضد الظلم والاحتلال والتمدد من خلال ذلك داخليا وخارجياً، وشتان ما بين الحقيقة والادعاء لدى نظام لم تعرف سياساته شيئاً عن الحقيقة.

لقد استخدم النظام القضية الفلسطينية لتوسيع نفوذه في المنطقة العربية، وتحقيق مآربه، وكوسيلة لزعزعة الاستقرار الإقليمي خدمة لمصالح الدول الغربية وحلفائها في المنطقة. ويتبع الملالي في نهجهم التوسعي هذا وسائل دينية وثقافية وتعبوية بشكل مباشر أو من خلال فصائل نظامهم وميليشياته العاملة بالوكالة لتعزيز صورته التي تدعي الدفاع عن الشعوب الإسلامية ودعم القضية الفلسطينية، ولنشر ما يسميه بالثقافة الإسلامية كمعاول للهدم.

إقرأ أيضاً: سر التوافق بين الملالي والصهاينة

ماذا تريد أفاعي ولاية الفقيه في إيران من فلسطين والفلسطينيين بعدما أهلكتهم العصابات الموالية للملالي في العراق وسوريا ونكل بهم النظام السوري الذي لا يزال يرفع شعار "القومجية"... لقد أهلكوهم على مرأى ومسمع من العالم أجمع، ولم تتحرك مروءة أحدٍ منهم في حينها... هذا إن فيه ذرةٍ من مروءة. وماذا يريدون بعد من أهل غزة وقد خوت على عروشها ولم يبقَ فيها إلا الأحياء الأموات.

هل العلة في أفاعي ولاية الفقيه أم في أولئك الذين اتبعوهم أو أذعنوا لهم؟