زيارات ولقاءات ناجحة ومميزة قام بها نيجيرفان بارزاني رئيس إقليم كوردستان خلال الايام القليلة الماضية، وكان لشخصيته البسيطة وتعابير وجهه الباسمة والصادقة الاثر الكبير في قبول واحتكام الكثيرين إلى ما يقوله وما يدعو اليه، هذا الشاب العراقي الكوردي الذي تربى في كنف عمه الرئيس مسعود بارزاني فاكتسب القوة والصلابة والصمود على المواقف، وحمل صفات وسمات والده الشهيد ادريس بارزاني من الصدق والتضحية والقرب من الناس، ووارث الكاريزما والشخصية القوية من جده القائد التاريخي ملا مصطفى البارزاني، والتي منحته صفات ومميزات تجعله الشخصية الاكثر قبولاً وتأثيراً على مستوى الإقليم والعراق والمنطقة.

لقاءات نيجيرفان بارزاني تحركت على المثلث القوي الذي يحيط ويؤثر على إقليم كوردستان، ونقصد بغداد وانقرة وطهران، حيث كانت زياراته الاخيرة لبغداد واجتماعاته مع معظم القوى والاحزاب السياسية والمؤثرة في المشهد السياسي والاجتماعي في العراق، والتصريحات الايجابية التي صدرت من اغلب الذين التقاهم بارزاني بانه الشخصية الاكثر سهلاً وتفهما وقبولاً من الشارع والمجتمع السياسي العراقي وتركزت جهود ومواقف بارزاني على التأكيد على ضرورة التعايش والتسامح والاخاء بين مختلف المكونات العراقية.

كما كان استقباله واجتماعاته مع الرئيس التركي رجب طيب اردوغان خلال زيارته الاخيرة الى اربيل، حيث كانت المصلحة العراقية والهدف الوطني هو المحور والاساس الذي جعل من هذه الزيارة دعما ومساندة لموقف الإقليم الملتزم بالدستور والقانون، وتنمية علاقات الصداقة والاحترام مع دول الجوار بما يحفظ وينمي ويعزز الروابط بين الإقليم والعراق ودول الجوار.

ومثّلت الزيارة الرسمية التي أجراها رئيس إقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني الى إيران، الحدث الاكبر والاهم في تأثيره وتحقيق نتائج ايجابية واقعية على الارض بالنسبة للإقليم وطهران على حد سواء، فإقليم كوردستان الذي يعاني ما يعاني من ازمات ومشكلات وتحديات في مواضيع رواتب الموظفين وتصدير النفط ومحاولات تحجيم والغاء الاختصاصات والصلاحيات الدستورية الفيدرالية، الى جانب الهجمات المتكررة على ارييل ومناطق اخرى من الإقليم بحجج وذرائع غير مقبولة ولا حقيقية، كان لابد للرئيس نيجرفان ان يمارس دوره كمهندس اطفاء للمشاكل والحرائق التي تحدث بالإقليم وشخصيته المقبولة للذهاب الى طهران ولقاءاته مع كل القادة الايرانيون والذي اوضح لهم الموقف الصحيح والصادق والصائب للإقليم وقيادته وقواه السياسية المشاركة بالوفد الرئاسي الزائر، جيث نجح في اطفاء الحرائق وأذابت الجليد بين اربيل وطهران.

فقد قصفت ايران عاصمة إقليم كوردستان بالصواريخ عشرات المرات، ومئات الاعتداءات من قبل قوى وحركات ترتبط او لها علاقات مع طهران وآخرها قصف حقل غاز جمجمال والذي ينظرالعالم باهتمام الى نفط وغاز كوردستان فكان لابد من زيارة تاريخية تُصفر المشكلات وتحدد الحلول وتوزع المسؤوليات في التنفيذ.

وقد ساعد في نجاح لقاءات وزيارات بارزاني هو وجود إرادة جيدة في بغداد وطهران وانقرة لحل المشاكل مع الإقليم وتجربة الإقليم الناجحة والتي جعلته جزءا من المعادلة السياسية في المنطقة والعالم بأسره، الى جانب التبادل التجاري المتنامي مع إيران وتركيا مع إقليم كوردستان والعراق والذي يصل الى 50 مليار دولار سنويا، والدور المهم للإقليم فيما يمتلكه من نفط وغاز ومياه وموارد طبيعية وبشرية ومواقف عقلانية لقادته وشعبه في احترام وقبول الآخر وثقافة التعايش والتسامح والتعددية والاخاء في الإقليم والذي حولته الى شريك مهم وموثوق به من الجميع.