اقترب السابع من أكتوبر لهذا العام، ويستذكر العديد من الأشخاص الأصوات التي تعالت لتحتفي بما يُسمّى "هزيمة إسرائيل"، وتردد الأناشيد التي مجدت الانتصارات التي تحققت في هذا اليوم. ولكن، ما يُغفل عنه كثيرون هو الثمن الباهظ الذي دفعه الشعب الفلسطيني نتيجة لهذه الأحداث. فمنذ ذلك اليوم، لم تتوقف آلة الحرب الصهيونية عن فرض العقوبات والقصف على غزة، مخلفةً خسائر فادحة في الأرواح والبنية التحتية.
في قطاع غزة، الذي يعاني بالفعل من حصار مُحكم، ارتفعت أعداد الشهداء والجرحى بالآلاف، وذلك جراء الهجمات المتكررة والعشوائية التي يشنها الجيش الإسرائيلي. ولا يقتصر الأمر على غزة فحسب، بل في الضفة الغربية أيضاً، حيث تُستخدم القوة المفرطة ضد المقاومين، وقد أسفرت عن مقتل المئات من الفلسطينيين وتشريد العديد من العائلات.
إنَّ الأسئلة التي تطرح نفسها بقوة في هذه الذكرى هي: هل يمكن اعتبار هذه الأحداث انتصاراً حقيقياً؟ وما هي معايير النصر التي نحتفي بها؟ يبدو أنَّ الصورة التي يتم تقديمها تخفي خلفها واقعاً مريراً وحقائق مؤلمة تعكس حجم المعاناة التي يعيشها الشعب الفلسطيني يومياً تحت وطأة الاحتلال.
من الضروري إعادة التفكير في كيفية إحياء هذه الذكرى، والتركيز على السعي نحو تحقيق السلام العادل والدائم الذي يضمن حقوق جميع الأطراف. يجب أن يكون النصر حقيقياً وملموساً للشعب الفلسطيني، وليس مجرد انتصارات وقتية تُبنى على حساب الأرواح والحريات.
في الختام، إن الانتصار الحقيقي هو الذي يحقق العدل والكرامة للشعب الفلسطيني، وليس الذي يزيد من معاناته ويُعمق جراحه. لنعمل جميعاً من أجل غدٍ أفضل يسوده السلام والأمان لجميع شعوب المنطقة.
التعليقات