ماذا سأفعل وأنا أنظر إلى السماء دوماً؟ فالسماء كما قيل ويقال وسوف يقال، لا ولن تمطر ذهباً ولا فضة أبداً، بل رحمة قد تجود بها من الغيث في الكثير من أقطار العالم، لا سيما تلك التي تئن تحت وطأة الجفاف لفترات طويلة وقاسية على البشر والشجر والحجر.

يزداد الأسف بطبيعة النظم التي تتحكم بهذا الكون الفسيح اللغز! فالجاذبية تحتم وبالمطلق أن يعود النظر إلى الأرض مهما دامت مدة النظر إلى السماء علياً. هناك أراضٍ شاسعة عند بشر غريب على نفسه، واهم بأبدية لن تدوم حتمياً.

القتل والهرج والمرج لن يتوقف، بدليل تاريخ زاحف على الجميع بقوة زمن لن يخضع لأحد مهما كان ذكياً. فالظلم والقهر واستعباد البشر بطرق ناعمة في بعض الأحيان يبقى سنة لمن لا يرغب في الخوض في تناقضات لن يكون لها مخرج أو حل عتيد.

لعل الصدق والإخلاص ونكران الذات سيبقى سنة مكتوبة في لوح محفوظ تحت اسم جنة واعدة لمن أحب الخير للبشرية دوماً.

وهم السياسات وتحايل النظريات وكثرة التنظيرات، مهما بلغت نجاحاتها، لن تحقق السعادة المكتملة الأبعاد والدائمة، حتى وإن تحققت كل أماني هذا المخلوق الذي لن يجد الحقيقة سخية. وما الحزن والحب والظلم والقهر والتنوع والخلاف والاختلاف وتعدد الثقافات والأديان، وتواتر الأحداث وغيرها، من شد وجذب وتناقضات، إلا دليل على انتظار قد يكون واقعاً لحدث كبير يجعل الكل ينظر إلى السماء بوجهٍ سخي!