في أعقاب التقارير التي تحدثت عن التوقيع على اتفاق وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل، بدأ القلق يتسرب إلى قلوب سكان قطاع غزة، خشية أن تتجه كل قوة النيران الإسرائيلية مجدداً نحوهم. الحرب ضد حزب الله اضطرت إسرائيل لتقسيم قواتها العسكرية، وهو ما ساهم، إلى جانب عوامل أخرى، في انسحاب القوات الإسرائيلية من مناطق واسعة في قطاع غزة. يسود الخوف الآن من أن انسحاب القوات من لبنان قد يؤدي إلى عودتها إلى غزة، وبالتالي تزايد حدة القتال هناك.

المواطنون في غزة، الذين عاشوا فترات طويلة تحت وطأة الحصار والقصف، يرون في الهدنة مع حزب الله ليس فرصة للسلام بقدر ما هي مقدمة لتجدد العنف. فالحرب على الجبهة الشمالية أتاحت لهم بعض الراحة والأمان بشكل نسبي، إلا أن هذا الهدوء قد لا يدوم طويلاً.

في هذه الأثناء، تزداد التكهنات حول تحركات الجيش الإسرائيلي وتجهيزاته المحتملة لجولة جديدة من العنف تجاه غزة. ومع انتهاء العمليات في الشمال، يبدو أن الاستعدادات جارية لتكثيف الضغط على الجنوب. هذا التوجه يثير المخاوف لدى السكان الذين يعانون بالفعل من تداعيات الحصار الاقتصادي والاجتماعي.

المجتمع الدولي، من جانبه، يتابع التطورات بحذر، محاولاً إيجاد مخرج دبلوماسي يحول دون اندلاع مواجهة جديدة قد تعيد المنطقة إلى دائرة العنف. وفي هذا السياق، تتجه الأنظار إلى الدور الذي يمكن أن تلعبه القوى الكبرى في ضمان استمرار الهدنة وحماية المدنيين.

إقرأ أيضاً: الأزمة الاقتصادية في الضفة الغربية: تحديات متزايدة وآفاق مستقبلية

في النهاية، تبقى الحياة في غزة معلقة بين أمل التحرك الدولي وخشية تجدد العمليات العسكرية. ومع كل تحول في مسار الصراع، يظل السؤال قائماً: كيف يمكن حماية الأبرياء وتأمين مستقبلهم في ظل استمرار الصراعات؟