في مقال سابق، تحدثنا عمَّا سُرّب من صيغة معدلة لقرار "1701 أو 1701 بلاس" التي أتى بها المبعوث الأميركي آموس هوكستين إلى لبنان، وقد تكون مجرد البداية لانقلاب كامل على صيغة القرار الأصلي، وليس مجرد تطويره أو تعديله، وربما تسعى إسرائيل لفرض شروط استسلام حقيقية على لبنان، وليس قبول قرار أممي معدل!
اليوم، نقلت صحيفة الشرق الأوسط عن نبيه بري، رئيس البرلمان اللبناني، قوله "إن إسرائيل رفضت العرض اللبناني لوقف إطلاق النار". وأشار بري إلى أن الأمور الآن مرهونة بتطورات الميدان، وقال: "إن رئيس الوزراء الإسرائيلي رفض خارطة الطريق اللبنانية، التي توافقنا عليها مع المبعوث الأميركي".
في الحقيقة، علينا أن ندرك أن إسرائيل تخوض هذه الحرب بتقنيات متقدمة وبعمليات استخباراتية دقيقة، إضافة إلى دعم عسكري وسياسي أميركي غير محدود.
في غزة، وبخلاف كل التوقعات، دخلت الحرب عامها الثاني، وبدلاً من أن تعلن إسرائيل عن نهاية الحرب، بدأت حرباً أخرى في لبنان؛ وما زالت ترفض كل المبادرات التي قُدمت!
إنَّ إسرائيل تمارس ما يمكن أن نسميه سياسة الكرة المتدحرجة؛ لقد أطلقت كرة ضخمة تدمر كل شيء في طريقها، وهي لا تعاني في دفعها، فالجاذبية أو المنحدر يقومان باللازم، وليست في عجلة من أمرها، وبما أن العمليات العسكرية تتقدم، والمزيد من قيادات ومقدرات حزب الله ومعه لبنان تُدمّر، فلماذا "نوقف الكرة إذن؟!" لقد حذّر بري من سيناريو شبيه بغزة.
إقرأ أيضاً: حرب قتل القيادات
بدون ضغط دولي حقيقي على إسرائيل، فلن تُوقف الحرب، لا في غزة ولا في لبنان، ولكن من يعلق الجرس؟!
إن الخطوة التي أقدمت عليها السعودية تأتي في هذا السياق، حيث أعلن وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، عن مبادرة بناءة قادت إلى تحالف عالمي هدفه تفعيل قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، والتي تنص صراحة على مشروع حل الدولتين.
إقرأ أيضاً: لبنان و"1701 بلاس"!
وهو ما أشار إليه وأشاد به مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي؛ جوزيب بوريل.
مبادرة الرياض خطوة جريئة في سبيل السلام وبناء ثقافة العيش المشترك، كما دعت السعودية مجدداً، وفي إطار سعيها الدؤوب، إلى عقد "قمة متابعة عربية إسلامية مشتركة" بتاريخ 11 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، لبحث استمرار العدوان الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية ولبنان.
إن من شأن هذه التحالفات أنها قد تمارس ضغطاً دبلوماسياً وسياسياً حقيقياً على إسرائيل، للجم آلة الحرب الرهيبة التي أطلقتها.
التعليقات