لبنان تحت القصف، ولا شيء يعلو فوق القصف سوى الحديث عن القرار 1701. هذا القرار أوقف حرب تموز (يوليو) 2006، ولم تلتزم إسرائيل ولا حزب الله بأي بند آخر منه سوى وقف الحرب!

الحرب هذه المرة تختلف عن حرب تموز (يوليو) 2006، فهي تستهدف بالدرجة الأولى قيادات حزب الله وباقي حلفائه العسكريين، وتسعى فيها إسرائيل إلى تحجيم الحزب ونزع سلاحه، ودفعه إلى ما وراء الليطاني، وليس الضغط من أجل استعادة جنديين خطفهما الحزب كما في 2006.

إضافةً لذلك، لم تعد الحرب مقصورة على لبنان، بل أصبحت كل جغرافيا محور المقاومة أهدافاً مستباحة للضربات الإسرائيلية، بما في ذلك إيران نفسها!

يخوض الحزب هذه الحرب في ظروف غاية في الصعوبة؛ فقد تم تصفية قياداته من الصف الأول والثاني، وربما الثالث، وتم استهداف مقدراته العسكرية والمالية بشكل كبير، وسكان الجنوب والبقاع، الحاضنة الشعبية المفترضة، في نزوح مستمر، وبلداتهم وقراهم مدمرة، وهو ما يشكل ضغطاً إضافياً عليه.

إقرأ أيضاً: قانون سكسونيا الإيراني!

عمقه الجيوسياسي داخل سوريا أسوأ حالاً، فحكومة دمشق ضعيفة وتبدو فاقدة للإرادة والسيطرة، أما على الصعيد السوري الشعبي، فالوضع أسوأ بكثير، خصوصاً بعد مشاركة الحزب الواسعة مع الحكومة السورية في قمع الاحتجاجات الشعبية السلمية التي اندلعت في 2011 فيما عرف حينها بـ"الربيع العربي".

الخيارات أمام حزب الله صعبة للغاية، وعدم الموافقة على القرار 1701، قد يعني نهاية الحزب كلاعب رئيسي وفاعل داخل الساحة اللبنانية.

لكن، هل لا يزال هذا القرار يرضي الطرف الإسرائيلي، خصوصاً مع الضربات المتتالية والمستمرة، والخسائر التي يتلقاها الحزب كل يوم؟

إقرأ أيضاً: حرب قتل القيادات

لا أحد يشكك في أن إسرائيل منتشية بانتصاراتها العسكرية، وهو ما يفتح شهيتها لانتصارات سياسية ودبلوماسية مماثلة. لقد أتى المبعوث الأميركي آموس هوكستين إلى المنطقة، وبجعبته، كما يقال، 1701 بلاس، وهو ما يعني، إن صحت التسريبات، صيغة معدلة أو مطورة عن صيغة القرار الأصلي!

قد تكون هذه الصيغة مجرد البداية لانقلاب كامل على صيغة القرار الأصلي، وليس مجرد تطويره، إذ قد تسعى إسرائيل هذه المرة لفرض شروط استسلام حقيقية على لبنان، وليس مجرد قبول قرار أممي.