ارتكب الجيش الإسرائيلي 18 خرقاً لاتفاق وقف إطلاق النار منذ بدء سريانه، فجر الأربعاء 28 تشرين الثاني (نوفمبر) 2024، حتى الساعة 18:00 من يوم الخميس، 29 تشرين الثاني (نوفمبر) 2024، عبر تنفيذ أعمال عسكرية في الأراضي اللبنانية.

وفي كل يوم، تشن الطائرات الحربية الإسرائيلية غارات على مناطق عديدة من جنوب لبنان، كما تستهدف الدبابات بالقذائف كل من يقترب من المدن والبلدات التي تحتلها إسرائيل قبل اتفاق وقف إطلاق النار بذريعة الدفاع عن النفس، وهو ما دفع الجيش اللبناني إلى دعوة العائدين إلى القرى والبلدات الحدودية في الجنوب، ولا سيما أقضية صور وبنت جبيل ومرجعيون، إلى عدم الاقتراب من المناطق التي توجد فيها القوات الإسرائيلية.

وأشارت العديد من المصادر إلى أن "اللجنة الخماسية ستشرف على تنفيذ الاتفاق في لبنان خلال ستين يوماً"، مضيفة أنَّ "اللجنة الخماسية تضم الولايات المتحدة وفرنسا ولبنان وإسرائيل وقوات اليونيفيل".

كما أشارت إلى أنَّ "الاتفاق ينص على انسحاب إسرائيلي تدريجي خلال 60 يوماً لضمان انتشار الجيش اللبناني".

للإشارة، فإنَّ أيّ خرق للاتفاق من أيّ طرف يوجب على الطرف الآخر إخطار اللجنة الخماسية قبل القيام بأي عمل عسكري.

تقوم إسرائيل بمنع المواطنين اللبنانيين من الاقتراب من الشريط الحدودي الذي تتمركز فيه قواتها، كما تقوم باستهداف كل من يقترب من هذه المناطق عبر إطلاق النار واستهداف المدنيين، دون استشارة قوات حفظ السلام (اليونيفيل) أو المسؤول الأميركي المكلف برئاسة اللجنة الخماسية لمراقبة وقف إطلاق النار ورصد الخروقات بين الطرفين.

إقرأ أيضاً: وجهان لعملة إسرائيلية واحدة

يدلّ ذلك على أنَّ مدة الستين يوماً التي مُنحت للقوات الإسرائيلية للانسحاب التدريجي إلى الخط الأزرق هي فرصة لإسرائيل للتصرف في لبنان كما تشاء وبذرائع مختلفة، في الوقت الذي تغض فيه أميركا الطرف عن ممارسات إسرائيل المنافية لما تم الاتفاق عليه.

إن منح إسرائيل مدة ستين يوماً للانسحاب التدريجي من الشريط الحدودي الذي دخلت إليه أثناء الحرب هو فخ نصبته أميركا ووقع فيه المفاوض اللبناني. هذه المدة تتيح لإسرائيل فرصة اختلاق ذرائع لتوجيه ضرباتها للمواطنين اللبنانيين وقتما شاءت لمنعهم من العودة إلى قراهم وبلداتهم التي هجّروا منها أثناء الحرب.

إقرأ أيضاً: ماذا ينتظر حزب الله؟

لم يتحرك المسؤول الأميركي المكلف برئاسة اللجنة الخماسية لمراقبة وقف إطلاق النار ورصد الخروقات بين الطرفين لثني إسرائيل عن الانتهاكات الصارخة لما تم الاتفاق عليه، وكأنه يعطي الضوء الأخضر للقوات الإسرائيلية لفعل ما تريد في القرى والبلدات اللبنانية التي سيطرت عليها؛ تقتل وتدمّر وتمنع أهالي المدن والبلدات من العودة إلى بيوتهم.