يبدو المشهد في سوريا اليوم واضحاً للجميع، حيث من اشتراك بالأمس قد باعك اليوم. لقد كان النظام السوري يستقوي بروسيا وإيران وتركيا وحتى بأميركا. لكن اليوم، وبعد زحف الفصائل المعارضة نحو دمشق، أصبحنا على يقين بأن نظام الأسد كان يُدار من دول، إذ لا يستطيع بشار إدارة بلد مثل سوريا وشعبها.

كيف جاءت فكرة تغيير النظام في هذا الوقت بالذات بعد وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان؟ يبدو أن الأمر كان مخططاً له مسبقاً لانقلاب الحكم في سوريا.

أميركا تخلت عن نظام الأسد، وإيران تقول إنه يجب الجلوس على طاولة الحوار، والعراق لم يتدخل عسكرياً. كل هذا يدل على تقويض هيمنة إيران في المنطقة، بحيث تكون طهران الخاسر الأكبر، لأن اللعبة انكشفت. من كان وراء خراب سوريا؟ الدور القادم سيكون في العراق واليمن، لإنهاء الإملاءات على الحكام في هذه الدول من قبل إيران.

سيكون موقف الولايات المتحدة الأميركية، بوجود الرئيس المنتخب دونالد ترامب، صارماً في ما يتعلق بالعقوبات الجديدة على إيران وكل من يواليها. هنا تتغير المعادلة في المنطقة: لا وجود لهيمنة إيرانية في الدول العربية، وسيكون هناك دعم للدول العربية، وخاصة الخليجية.

ما يجري في سوريا له أبعاد كثيرة وكبيرة في المنطقة، وحتى الحرب الدائرة في روسيا وأوكرانيا. هي بالواقع لعبة ابتكرتها أميركا ولها جوانب اقتصادية أميركية. لو لم تكن هناك حرب في المنطقة، لانهار الاقتصاد الأميركي إلى أدنى مستوياته. الكل يعلم أن اليورو كان في قمة انتعاشه قبل الحرب، بينما كان الدولار في أدنى معدلات التداول في الأسواق العالمية. لكن الحرب في روسيا وأوكرانيا أعادت هيبة الدولار والاقتصاد الأميركي إلى الواجهة.

وأخيراً، القادم سيشهد تغيرات كثيرة على الساحة الدولية وفي الشرق الأوسط.