قبل الدخول في ساحة الانتخابات ننشر أفكاراً مهمة تساعد في نجاح المرشحين الأخيار، والساعين لخدمة العراق، واليوم نشخّص أمراً يقع فيه الكثير من المرشحين، لأسباب متعددة، تؤثر في حملتهم وتسبب في ابتعاد الجمهور عنهم، ونسميها بالخطايا الثلاث الخطرة جداً والمتداولة جداً في مجتمعنا في كل موسم انتخابي، وأشير هنا إلى أكبر المصائب التي تسبب في سقوط المرشح الانتخابي، ألا وهو فقدان الاهتمام بالقضايا المحلية، التي تشكّل هماً كبيراً للمواطن، أو اعتماد استراتيجية غير مناسبة، أو الانغماس في نقد الآخرين والتسقيط بهدف البروز، وهو نوع من المزايدات السياسية، فإن أخطاء المرشحين في الانتخابات يمكن أن تؤثر بشكل كبير على نتائجهم.

الخطيئة الأولى: فقدان الاهتمام بالقضايا المحلية
تجاهل قضايا محلية مهمة، تهم المجتمع المحلي، وتشكل صداعاً دائماً له، والتركيز على مسائل عامة قد لا تهم الناخبين. إنَّ فقدان الاتصال بالقضايا المحلية يُعتبر من المشاكل الكبيرة التي قد تؤثر سلباً على الانتخابات، والتفاعل بين الناخبين والمرشحين، حيث يشعر الناخبون بالإحباط وعدم الاهتمام، مما يخفض من نسبة مشاركتهم في الانتخابات.

فإذا ركّز المرشح على القضايا الوطنية يلقى ترشيحه صدى، حيث تفضل الأحزاب السياسية التركيز على قضايا ذات طابع وطني أو دولي تسجل لها نقاطاً سياسية، متجاهلة القضايا المحورية على مستوى المجتمعات المحلية.

وتساهم وسائل الإعلام التابعة للمرشح أحياناً في تعزيز هذا الفقدان، من خلال التركيز على الأخبار ذات الطابع العام بدلاً من الأخبار المحلية، وعندما لا يجد الناخبون من يمثل قضاياهم وأفكارهم المحلية، يؤدي ذلك إلى فقدان الثقة في العملية الانتخابية كلها، والعواقب هي انخفاض المشاركة في الانتخابات وضياع أصوات كان من الممكن كسبها من الناخب.

إنَّ التباعد بين الناخبين والمرشحين قد يتسبب في تضاءل العلاقة بين القاعدة الانتخابية والمرشحين، وبالتالي يضعف الديمقراطية، ويتسبب لاحقاً في فقدان الثقة في المؤسسات، عندما لا يشعر الناس أن قضاياهم تُسمع.

خطوات للتغلب على هذه المشكلة:
أولاً: تشجيع الحوار المحلي: عبر تنظيم فعاليات لجمع المعلومات من المجتمع المحلي حول قضاياه الخاصة.

ثانياً: التواصل الفعّال: يجب على المرشحين التواصل بوضوح وبانتظام حول قضايا محلية تهم المجتمع.

ثالثاً: الاستجابة للاحتياجات المحلية: يجب أن تشمل البرامج السياسية مسائل قريبة من اهتمامات الناخبين محلياً.

الخطيئة الثانية: الحملات غير الفعّالة
من أكبر المخاطر على المرشح الانتخابي هو استراتيجيات حملات غير فعّالة، فإن استخدام استراتيجيات تسويقية غير مناسبة، أو مفرطة في التعقيد، بدلاً من التوجه مباشرة للناخبين بطرق بسيطة ومباشرة، يمكن أن يؤدي إلى نتائج مخيبة للآمال، خاصة عندما تتجاهل الفهم الجيد للجمهور المستهدف. مثلاً استخدام لغة معقدة أو مفاهيم صعبة قد يُبعد الناخبين، حيث يجب أن تكون الرسائل مباشرة وسهلة الفهم، وأن التركيز على عدة قضايا في وقت واحد قد يُربك الناخبين، فمن الأفضل التركيز على موضوع رئيسي واحد.

كذلك إن عدم إجراء بحوث كافية لفهم اهتمامات الناخبين واحتياجاتهم، يمكن أن يؤدي إلى حملات غير فعالة، فإن استخدام نفس الاستراتيجية مع جميع الفئات العمرية أو الثقافية قد لا يحقق النجاح، بل يجب تعديل الرسائل بناءً على الفئة المستهدفة... كذلك إن الاستعانة بالتكنولوجيا بشكل غير مدروس، والاستخدام المفرط للوسائط الرقمية رغم أهميتها، إلا أن الاعتماد الكامل عليها دون تواصل شخصي يمكن أن يقلل من تأثير الحملة، خاصة في المجتمعات التقليدية، ويمكن أن يجعل الناخبين يشعرون بعدم الاهتمام.

فإنَّ عدم تخصيص الوقت للقاء الناخبين وجهاً لوجه، أو تنظيم فعاليات محلية يمكن أن يحدث فجوة في العلاقة.

كذلك يجب الالتفات إلى قضية عدم التجديد، والتقيد بالطرق التقليدية، فإن الاعتماد على أساليب قديمة قد تصبح غير فعالة في عالم سريع التغيير. يجب تحديث الاستراتيجيات بانتظام لمواكبة الاتجاهات الحديثة، في المجمل، من المهم أن تكون الاستراتيجيات بسيطة وملائمة وتستند إلى فهم عميق للجمهور.

الخطيئة الثالثة: الانتقاد اللاذع للخصوم
من أخطر السلبيات التي يقع فيها بعض مرشحي الانتخابات هو الانتقاد اللاذع للخصوم بدلاً من طرح أفكار إيجابية خاصة به، مما يمكن أن يضر بالصورة العامة له. الانتقاد اللاذع للخصوم بدلاً من تقديم أفكار إيجابية يُعتبر استراتيجياً سلبياً في المحادثات والمنافسات، سواء كانت سياسية أو اجتماعية، وهذا النهج يمكن أن يؤثر سلباً على الصورة العامة للفرد أو المجموعة المعنية للأسباب التالية:

1. فقدان المصداقية: عندما يركّز الشخص على انتقاد الآخرين بدلاً من تقديم أفكار بناءة، قد يُنظر إليه على أنه غير قادر على تقديم حلول فعلية، مما يؤدي إلى فقدان المصداقية في عيون الجمهور.

2. تحقيق ردود فعل سلبية: الانتقاد الحاد يمكن أن يؤدي إلى ردود فعل دفاعية من الخصوم، مما يعزز الانقسام بدلاً من تشجيع الحوار والنقاش المثمر.

3. نقص الإيجابية: عدم تقديم رؤية إيجابية يُفقد الجهود فرصة جذب المؤيدين، فإن الجمهور يميل إلى دعم الأشخاص أو الأفكار التي تقدم أملاً وحلولاً، وليس فقط من ينتقد الآخرين.

4. تأثيرات على العلاقات: هذا الأسلوب قد يؤدي إلى تدهور العلاقات بين الأفراد أو الفرق، مما يُعقّد أي جهود تعاون مستقبلية.

5. الإفراط في الانتقاد: إذا استمر الشخص في استخدام هذه الاستراتيجية، قد يتحول إلى "الناقد الدائم"، مما يمكن أن ينعكس سلباً على نفسيته وحتى على علاقاته الشخصية.

أخيراً:
استخدام الانتقاد اللاذع كاستراتيجية يمكن أن يكون له نتائج عكسية، حيث يُفضل دائماً التركيز على تقديم أفكار وآراء إيجابية تدعم الحوار البنّاء وتعزز من صورة الفرد.