يستمر العدوان والطغيان الصهيوني شراسة وظلماً في غزة، والذي تجاوز كل الحدود في الظلم من دون رادع أو تراجع من قبل قادة هذا الكيان الغاصب المستهتر بكل القيم والمفاهيم الإنسانية وقواعد وقوانين الحرب والصراع.
هذا الكيان قد تجاوز كل الحدود والمفاهيم، وتنطبق على أعماله وإجرامه كل معاني الظلم والعدوان والطغيان في كل لغات العالم، في أنه شديد الظُّلم، متكبِّر، عاتٍ، عنيد، يقتل المدنيين والأطفال والنساء والشيوخ قتلاً مباشراً متعمداً بآلة الحرب الصهيونية المدعومة من أغلب دول العالم سراً وعلانية، أو صمتاً وتجاهلاً من الأهل والإخوة في الدول المجاورة والقريبة والبعيدة المتفرجة لمشاهد الإبادة الإسرائيلية.
إنَّ استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة، وعدم وجود رادع أو موقف حقيقي على الأرض يساند الشعب المظلوم ويوقف يد الظالم، هو الذي شجَّع هذا الكيان على الاستمرار والتوسع في عدوانه، الذي امتد خلال الأيام الماضية إلى سوريا.
إقرأ أيضاً: أربعة ملايين لاجئ عراقي
لقد قامت القوات الإسرائيلية بالعديد من الغارات العسكرية التي شملت مطارات ومدناً وتوغلات إسرائيلية متكررة في الأراضي السورية، وهو ما يؤكد النهج التوسعي العدواني الذي تتبناه حكومة الاحتلال، ويمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي وللسيادة الوطنية للدول، مما يتطلب موقفاً مسؤولاً من المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته لوقف هذه الانتهاكات، التي دعت الحكومة السورية المجتمع الدولي إلى اتخاذ موقف حازم والضغط على إسرائيل لوقف عدوانها والالتزام بالقانون الدولي وتعهداتها بموجب اتفاقية فصل القوات لعام 1974.
وبينما يستمر ويتوسع الطغيان الإسرائيلي بلا حدود، لا نجد من الدول العربية والمجتمع الدولي غير بعض بيانات الشجب والاستنكار، التي تطالب المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته لوقف هذه الانتهاكات، وحماية المدنيين، واحترام حقوق الشعوب في العيش بأمن وسلام، من دون موقف عملي أو واقعي، وهو ذات الموقف الذي اتخذته أغلب دول العالم من العدوان على غزة، والذي لم يردع الكيان الصهيوني أو يجعله يتوقف أو يتراجع عن خططه ومخططاته التي لم تعد غزة وحدها الهدف، وإنما كل البلاد والدول العربية.
إقرأ أيضاً: انتخاب المشهداني: عدنا والعود محمود
إنَّ من يقرأ التاريخ ويراجع أحداثه لا بد وأن يجد أن الظلم والطغيان، سواء كان من الفرد الحاكم أو الحكومة والدول، مهما طال وامتد، فلا بد له أن ينتهي، لأن الباطل لا يدوم، وإن تمكن اليوم بسبب ضعف الآخر وسكوت الآخرين، فإن الظلم والطغيان نهايته قريبة ومؤكدة، لأنه إذا ما عجزت قوانين وقوى الأرض عن رد الظالم وردعه، فإن عدل الله وعدالة السماء بالمرصاد لكل ظالم طاغٍ متسلط فاسد خانع خائن.
التعليقات