شهد إقليم كوردستان خلال السنوات الأخيرة تحولاً جذرياً في قطاع الكهرباء، بفضل الجهود الحثيثة التي قادتها التشكيلة الوزارية التاسعة لحكومة الإقليم برئاسة السيد مسرور بارزاني. هذه الجهود وضعت حداً لأزمة مستمرة منذ أكثر من ثلاثة عقود، وفتحت الباب أمام عهد جديد من الاستقرار والتنمية.

عند مقارنة الحاضر بالماضي، تبدو الفوارق شاسعة. ففي عام 2005 لم يكن إنتاج الكهرباء في كوردستان يتجاوز 200 ميغاواط فقط، في حين يُتوقع أن يصل إلى 8200 ميغاواط مع نهاية 2025. كما تخطط الحكومة لزيادة الإنتاج بمقدار 1000 ميغاواط إضافية في 2026، لتلبية الطلب المتنامي وتعزيز استقرار الشبكة.

مشروع "روناكي"… نقلة نوعية
تُعد مبادرة "روناكي" (الإنارة) التي أطلقها رئيس الحكومة مسرور بارزاني في تشرين الثاني (نوفمبر) 2024، أحد أبرز المشاريع في هذا القطاع. ففي أقل من عام، استفاد منه نحو 4.7 مليون مواطن، بينهم ما يقارب 3.8 مليون شخص يحصلون اليوم على كهرباء متواصلة على مدار الساعة، أي ما يعادل نصف سكان الإقليم تقريباً.

كما أن تسعيرة الكهرباء الجديدة، التي أقرها مجلس وزراء الإقليم في أيار (مايو) 2025، سمحت للأسر باستخدام الكهرباء على مدار اليوم بتكلفة أقل بنسبة 80 بالمئة مقارنة بالمولدات الأهلية، ما خفّض الأعباء المالية وحسّن مستوى المعيشة.

الطاقة النظيفة في قلب الاستراتيجية
من أبرز إنجازات التشكيلة التاسعة هو التوجه الجاد نحو الطاقة النظيفة. ففي أيار (مايو) 2023، وضع مسرور بارزاني حجر الأساس لأكبر محطة للطاقة الشمسية في الإقليم. واليوم، تُنتج كوردستان نحو 20 بالمئة من كهربائها من مصادر متجددة وصديقة للبيئة (الشمسية، المائية، والدورة المركبة).

أكثر من 500 مشروع كهربائي
لم تقتصر إنجازات الحكومة على الإنتاج فقط، بل شملت 500 مشروع متنوع، تضمنت إنشاء وتوسيع خطوط نقل الكهرباء عالية الجهد (132 كيلوفولت)، وبناء محطات تحويل جديدة، وشراء محولات حديثة، بالإضافة إلى مشاريع واسعة لتقوية وتوسيع الشبكة.

نحو 2026… كهرباء بلا انقطاع
تضع التشكيلة الوزارية التاسعة هدفاً واضحاً يتمثل في توفير الكهرباء على مدار 24 ساعة لجميع مناطق الإقليم بحلول عام 2026، وهو ما يُعد إنجازاً استراتيجياً سيغيّر وجه الحياة الاقتصادية والخدمية والاجتماعية في كوردستان، ويجعلها نموذجاً يُحتذى به في عموم العراق.