ما زال المسؤولون عن فايروس quot;كوب فيسquot; طلقاء،وهو ما يثير مخاوف شبكة التواصل الإجتماعي quot;فايسبوكquot; التي تعرضت لاختراق من هذا الفايروس الشرس قبل نحو عامين، ومنذ ذلك الحين والشركة تحاول تطوير قدراتها الأمنية لتفادي أي هجوم إلكتروني آخر.

القاهرة:بعد مرور فترة تزيد عن العامين على تعرض موقع التواصل الاجتماعي الأشهر على شبكة الإنترنت quot;فايسبوكquot; للهجوم من قِبل تلك النسخة المطورة من فايروس quot;كوب فيسquot; الذي يعمل على تخطي الخواص الأمنية الموضوعة من جانب الموقع، إلا أن هذا الفايروس لا يزال يُشكل شوكة في خاصرة المحققين العاملين لدى فايسبوك، الذين يقولون إنهم يتعقبون أثر الجماعة الإجرامية المنظمة التي قامت بتطويره، لكنهم لم يتمكنوا، حتى الآن، من إلقاء القبض على عناصر تلك الجماعة.

وفي معرض حديث لها اليوم حول هذا الأمر، قالت صحيفة quot;النيويورك تايمزquot; الأميركية إن ذلك الفايروس تسبب في توريط مئات الآلاف من مستخدمي فايسبوك في إصابة حواسيبهم الشخصية، كما أبقى الطاقم المكلف بتأمين وحماية الموقع ضد أي هجمات من المحتمل أن يتعرض لها في حالة تأهب دفاعي بشكل مستمر.

ومضت الصحيفة تشير إلى أن ذلك الفايروس كان أول التهديدات الأمنية الكبرى التي واجهها فايسبوك، وظل أكبر تهديد مستمر على الموقع. وعلى هذا النحو، أفادت الصحيفة بأن quot;كوب فيسquot; قد لعب دوراً كبيراً في تشكيل النهج الذي اتبعه فايسبوك لمكافحة البرمجيات الضارة، أو الخبيثة، وأدى إلى تطوير دفاعات دقيقة على نحو متزايد.

جدير بالذكر أن هذا الفايروس، الذي ينتشر فقط على شبكات التواصل الاجتماعي، قد ظهر على فايسبوك في أيار/ مايو عام 2008، وقد انتقل من وقتها إلى جميع الشبكات الأخرى تقريباً. ورغم أنه لم يكن الفايروس الأول أو الوحيد الذي يضرب المواقع الاجتماعية، إلا أن الاهتمام به قد تزايد نظراً لمعاودته الظهور بلا هوادة، وبخاصة على فايسبوك.

ونقلت الصحيفة في هذا الشأن عن ريان فلوريس، الباحث البارز في مجال التهديدات الأمنية في شركة أمن البرمجيات تريند مايكرو، قوله: quot;هناك 136 نسخة من مُكَوِّن الفايروس الرئيس فحسب. ومن خلال تكيفه المستمر مع العقبات التي ينشئها فايسبوك والعاملون في صناعة أمن البرمجيات، بات يحظى كوب فيس بأهمية خاصةquot;.

ثم مضت الصحيفة تقول إن فايسبوك لجأ إلى التوسع في أطقمه الأمنية، مع تواصل تعرضه للهجمات، بغية تطوير جهاز متقدم يكشف بشكل سريع عن الأنشطة الضارة ويعمل في الوقت ذاته على وقفها، مع المضي قدماً كذلك نحو تطوير وسائل تمكنهم من التحدث إلى المستخدمين بشأن الناحية الأمنية، وبناء علاقات بداخل الصناعة الأمنية. جنباً إلى جنب مع قيام الشركة بتجميع أدلة قد تساعد مسؤولي إنفاذ القانون على اعتقال ومحاكمة الأشخاص الذين يثبت تورطهم في شن هجمات فايروسية.

ثم انتقلت الصحيفة لتنقل عن جو سوليفان، كبير مسؤولي الأمن في فايسبوك، قوله: quot; هدفنا في ما يتعلق بفايروس كوب فيس، وأي حالة أخرى، هو التأكد من وقف الضرر، وهذه هي الأولوية رقم واحد بالنسبة لنا. ونريد أن تخرج رسالتنا إلى النور ونعلن فيها عن أننا سنواصل الهجوم وأننا سنكون شرسين في تلك النوعية من الحالاتquot;.

وقد رفض سوليفان التعليق على ما تردد مؤخراً عن أن فايسبوك يعرف هويات الأشخاص الذين يقفون وراء فايروس quot;كوب فيسquot;، وأنه يتعاون في هذا الصدد مع مسؤولي إنفاذ القانون، مشيراً إلى أن الشركة تلتزم سياسة عدم الخوض في التحقيقات.

في غضون ذلك، لفتت النيويورك تايمز إلى ذلك التقرير الذي أعده باحثون من مجموعة quot;مراقبة حرب المعلوماتquot; الكندية، وكشفوا من خلاله عن تفاصيل متعلقة بالفايروس، منها أن الأشخاص الذين يقومون بتشغيله مقيمون في سان بطرسبرغ في روسيا. فيما أشار الباحث الرئيس في هذا التقرير، نارت فيلينيوف، إلى تقديرات تُبَيِّن أن الجماعة التي تقف وراء الفايروس قد كسبت أكثر من 2 مليون دولار في الفترة ما بين يونيو/ حزيران عام 2009 ويونيو/ حزيران من العام الجاري، من خلال تسليم الضحايا الذين وقعوا في براثن هجماتهم الفايروسية إلى مُسَوِّقين عديمي الضمير وصُنَّاع برامج وهمية ومزيفة تعني بمكافحة الفايروسات.