لم تأت فكرة إنشاء موقع فايسبوك من العدم حيث أن موقعاً مماثلاً تم إطلاقه عام 2004.


بما يتواكب مع حالة الجدل التي أثيرت عقب عرض فيلم quot;ذا سوشيال نيتوركquot; (الشبكة الاجتماعية) الذي يتناول قصة حياة مؤسس موقع quot;فايسبوكquot; مارك زوكربيرغ، بدأت تُثار تساؤلات جديدة حول فكرة وتوقيت إنشاء الموقع الاجتماعي الأكثر شهرة حالياً quot;فايسبوكquot; على شبكة الإنترنت، وقد اتضح أن الفكرة لم تأت من العدم، بعدما تبين أن موقعاً مماثلاً قد تم إطلاقه في غضون شهر من تدشين زوكربيرغ لموقعه العملاق، وهو الموقع الذي كان يتسم بنفس ملامح فايسبوك، وإن كان أكثر تطوراً.

وأشارت اليوم صحيفة التلغراف البريطانية في هذا السياق إلى أن ذلك الموقع الذي سبق فايسبوك بفترة بسيطة في مجال التواصل الاجتماعي وتكوين شبكة كبيرة من الأصدقاء بجميع أنحاء العالم، كان قد تم تأسيسه في ربيع عام 2004 وأُطلِق عليه quot; ASMALLWORLDquot;.

وقد بدأ في البداية بعضوية لا يتجاوز عدد أفرادها سوى مئات قليلة من المشتركين، لكن هذا العدد تنامي بعد ذلك، بعد أن أصبح الموقع واحداً من أوائل المواقع التي تسمح للأشخاص بالتواصل مع الأصدقاء، والتحدث إليهم، وزيارة الصور الخاصة بملفات معارفهم الشخصية، وكذلك التجسس على من يدخلون في علاقات صداقة معهم، أياً كان موقعهم حول العالم.

ومضت الصحيفة تقول إنه في الوقت الذي يوجد فيه لدى فايسبوك الآن نصف مليار عضو، فإن الشبكة الاجتماعية الآنف ذكرها، وتُعرَف اختصاراً بـ quot;ASWquot;، لا يزيد عدد أعضائها عن نصف مليون. وبينما يُقدَّر حجم تعاملات زوكربيرغ بالمليارات، فإن شبكة quot;ASWquot; تواجه صعوبات مالية، حيث اضطرت العام الماضي إلى تسريح 40 % من العاملين بها، ولم تفلح في تحقيق الأرباح إلا بعد مرور 5 سنوات على تأسيسها.

ثم أوضحت الصحيفة أنه قد كان من الصعب في عام 2004 التكهن بتحول مساري الشبكتين بهذا الشكل الكبير. فقد كانت شبكة quot;ASWquot;، في عديد الجوانب، أكثر جودة وجاذبية. وعلى عكس فايسبوك، الذي تم قصر استخدامه في البداية على طلبة جامعة هارفارد، ثم عدد قليل من الجامعات في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، كانت شبكة quot;ASWquot; مفتوحة أمام الطلبة وغير الطلبة على حد سواء، شريطة أن يكونوا قد تلقوا دعوات من أي من الأعضاء الناشطين على الشبكة الاجتماعية.

لكن في الأشهر التي تلت عمليتي إطلاقهما، اللتين تمتا بشكل متعاقب، سلكت الشبكتان مسارات مختلفة تماماً. فاتسمت شبكة quot;ASWquot; بتفردها، وظلت تعمل بنظام توجيه الدعوات فحسب. وإلى الآن، مازال يتم منح أعضائها عدداً محدوداً من الدعوات وكذلك عضوية محمية. أما فايسبوك، فقد انتشر بشكل سريع من حرم جامعي إلى آخر، وهو ما شجع أعداد متزايدة من الطلبة على الالتحاق به، قبل فتح عضوية لأي شخص في متناوله الإنترنت. أي أن فايسبوك قد اختار منهج الانفتاح.

وأكدت الصحيفة على أن الأمر الذي مَيَّز شبكتي quot;ASWquot; وquot;فايسبوكquot; هو توفير بنية تحتية لمستخدميهم من أجل التواصل مع الأصدقاء الحقيقيين ( على عكس الصداقات التي يتم تكوينها عبر الإنترنت ). لكن، وبسبب العضوية المحدودة التي يقدمها موقع ASW ، لا يكون متاحاً للأشخاص معرفة ما إن كان جميع أصدقائهم متواجدين هناك في واقع الأمر أم لا، وهو ما جعل استخدام الموقع محدوداً كشبكة فعلية، إلا إذا كان هناك استعداداً لتقبل الحدود المصطنعة التي فرضها مؤسسو الموقع.

ورغم أن كثيرين لا يستخدمون فايسبوك اليوم بصورة منتظمة، إلا أنه يقوم على الأقل بنفس دور الهواتف المحمولة ودليل الاتصالات. ومضت الصحيفة تقول إنه ( فايسبوك ) لم يكن الشبكة الاجتماعية الأولى أو الأفضل، لكن معدل انتشاره كان الأسرع، ويمكن تشبيه هيمنته في مجال التواصل الاجتماعي بهيمنة غوغل في مجال البحث على الإنترنت. ورأت الصحيفة في الختام أن نجاح فايسبوك ليس مستمد من أصالته وإنما من انتشاره في كل مكان، وحقيقة أنه جزء من نظام التواصل الاجتماعي العالمي.