قال علماء فلك إن مجموعة مكتظة بالكواكب حول نجم مشابه للشمس قد تكون المجموعة الأكثر تطابقاً حتى الآن لنظامنا الشمسي، وذلك من حيث الأرقام على أقل تقدير.


أفادت مجلة quot;ناشيونال جيوجرافيكquot; الأميركية المتخصصة في الشؤون العلمية بأن خمسة كواكب على الأقل مشابهة لكوكب نبتون قد تم رصدها وهي تدور حول ذلك النجم الشبيه بالشمس والذي يطلق عليه quot;HD 10180quot; - وهناك أدلة تشير إلى وجود كوكبين آخرين، أحدهما بعيد عن النجم والآخر قريب منه للغاية.

وإذا ما تم تأكيد تلك الملاحظات الأخيرة، فإن الكوكب الأعمق قد يحمل الرقم القياسي للكوكب الأقل في الكتلة ويقع خارج نطاق المجموعة الشمسية. ونقلت المجلة في السياق عينه عن كريستوف لوفيز، الباحث الرئيسي في تلك الدراسة، وهو عالم فلك لدى مرصد جنيف في سويسرا، قوله: quot;لا نزال حذرين من وجود الكواكب الأعمق والأبعد. لكني متأكد من أن واحداً على الأقل منهما سيتم التأكد منه بصورة نهائية عما قريب، مما يجعل هذا النظام أكثر الأنظمة المزدحمة المعروفة حتى الآنquot;.

ومضت المجلة تقول إن هذا النظام المتخم بالكواكب، الذي يقع على بعد 127 سنة ضوئية من الأرض في كوكبة حية الماء Hydrus الجنوبية، قد تم الإعلان عنه أولاً في مؤتمر صحافي بفرنسا خلال شهر آب/ أغسطس الماضي. وقد تم وصف النظام في دراسة جديدة نُشِرت الأسبوع الماضي على الإنترنت. وتتراوح أحجام هذه الكواكب الخمسة ما بين 12 و 25 مرة من كتلة كوكب الأرض، وهي تقريباً في نفس أحجام أورانوس أو نبتون، وهو ما يعني أنها ستكون على الأرجح كواكب غازية جليدية عملاقة.

وتبين أيضاً أن هذه الكواكب الخمسة تقع على مقربة من نجمها، بمدارات تتراوح مسافتها ما بين 0.06 إلى 1.4 مرة مقارنةً بالمسافة الفاصلة بين الأرض والشمس. كما يوجد كوكب آخر سادس، جار الآن التأكد من وجوده، تقدر كتلته بـ 65 مرة ضعف كتلة الأرض، ويُعتَقد أنه يدور في مدار أبعد عن باقي الكواكب الخمسة، على بعد مسافة تزيد عن المسافة التي تفصل بين الأرض والشمس بمقدار 3.4 مرة.

كما يوجد كوكب سابع، حصل على القدر الأكبر من انبهار العلماء، الذين قالوا إنه يقدر بـ 1.4 فقط من كتلة كوكب الأرض. وأشاروا إلى أنه يدور حول نجمه على بعد مسافة تقدر بـ 0.02 فقط من المسافة التي تفصل بين الأرض والشمس، وهو ما يمنح ربما العالم الموجود هناك، إن كان له وجود من الأساس ndash; أجواءً جهنمية. وهنا، نقلت المجلة عن لوفيز، قوله :quot; نظراً لقربه الشديد من النجم وانخفاض كتلته بمثل هذا الشكل، من المرجح أن يكون هذا الكوكب حممي مصنوع من الصخور المنصهرةquot;.

ونتيجة للضعف الشديد في الإشارة التي يستقبلها علماء الفلك من هذا الكوكب السابع، يتطلع الآن لوفيز ومساعدوه للحصول على مزيد من القياسات للتأكد من وجود ذلك الكوكب. وأوضح لوفيز هنا قائلاً :quot; في تلك المرحلة، نحن متأكدون فقط بنسبة 99 % من أن تلك الإشارة حقيقية. وغالباً ما تكون تلك النسبة غير كافية في علم الفلك. ونحن نفضل الوصول لثمة شيء تبلغ نسبته 99.9 % لكي نتأكد بشكل حقيقي ... لكن مثل هذه الشكوك تُشكِّل جزءً كاملاً من عملية الاكتشاف العلميquot;.

والتساؤل الأكبر الذي يطرح نفسه الآن، وأبرزته المجلة، هو كيف تمكنت 7 كواكب من الرحيل معاً بشكل منظم دون أن تصطدم مع بعضها البعض أو تطرد بعضها البعض. وختمت المجلة بقولها إن دراسة الحركات الكوكبية الحالية في ذلك النظام المعقد ربما يمنح علماء الفلك نتيجة لذلك نظرة ثاقبة في التطور طويل الأمد لنظم النجوم.