متابعة خاصة: بلاك بيري... خدمات مع وقف التنفيذ
بلاك بيري: هاتف ذكي أم جاسوس أذكى؟

في خضم الأزمة التي تعيشها شركة quot;Research In Motionquot; في الخليج والتي تهدد مستقبلها في المنطقة، تلقي quot;إيلافquot; الضوء على الشركة التي صنفت بـ quot;ذات النمو الأسرع في العالمquot;. وفيما حققت الشركة أرباحاً خياليّة منذ تأسيسها عام 1984، فإنه يسجل في الوقت نفسه العدد الهائل من الدعاوى القضائيّة التي أقيمت من قبلها أو ضدها.

تتخصص شركة quot;Research In Motionquot; الكندية، المعروفة بأحرفها اللاتينيّة الأولى quot;RIMquot;، في مجال الاتصالات اللاسلكية واشتهرت بشكل خاص لتصنيعها هاتف بلاك بيري الذي يثير اليوم جدلا في منطقة الخليج عامة والسعودية خاصة.

تأسست الشركة في واترلو، أونتاريو، في العام 1984 على يد مايك لازاريديس الذي يشغل فيها منصب رئيس مجلس الإدارة وأيضا منصب المدير التنفيذي المشارك مع جيم بالسي. وتبعا لآخر أرقام نشرتها الشركة فهي توظف أكثر من 12 ألف شخص حول العالم، وبنهاية العام 2009 بلغت عائداتها 14 مليارا و953 مليون دولار بأرباح صافية تبلغ مليارين و457 مليون دولار، وتقدّر قيمة أصولها حاليا بنحو 10 مليارات و204 ملايين دولار.

وقبل انتاجها بلاك بيري عملت quot;آي آر إمquot; مع شركتي quot;رام موبايل داتاquot; الهولندية وquot;إيريكسونquot;السويدية بغرض تطوير نظام quot;موبيتيكسquot;للشبكات اللاسلكية الخاص بإيريكسون. ومضت من هنا لتطوير مختلف أجهزة الاتصالات الجوالة حتى أنتجت quot;الهاتف الذكيquot; بلاك بيري الذي يتيح الرسائل الإلكترونية (الإيميل) خارج الكمبيوتر.

وبسبب نجاحه التجاري المدوي، أطلق الظرفاء عليه اسم quot;كراك بيريquot; تشبيها له بكوكايين quot;الكراكquot;، في إشارة الى أن متعاطيه لا يمكنه العيش من دونه. وفي أكتوبر/ تشرين الأول عام 2008 صنفت quot;آر آي إمquot; ضمن أكبر 100 شركة موظفة في كندا.

انهمكت quot;آر آي إمquot; منذ العام 2008 في الاستحواذ على عدد من الشركات الصغيرة العاملة في مجالات الإتصالات اللاسلكية. وكانت أبرز تلك quot;داش نافيغيشنquot; مصنعة quot;داش إكسبرسquot; للملاحة بالإنترنت. وقد أتاح لها كل هذا توسيع نطاق أعمالها في مختلف أرجاء العالم بحيث صارت توظف أكثر من 12 ألف شخص.

وفي يونيو/ حزيران 2009 سمتها مجلة quot;فورتشيونquot;، الأميركية - الدولية المتخصة في شؤون المال والأعمال، quot;الشركة ذات النمو الأسرع في العالمquot; بالنظر الى أن تنامي أرباحها بنسبة 48 في المائة خلال السنوات الثلاث السابقة على الرغم من الأزمة المالية العالمية. وكانت آخر حلقة في سلسلة استحواذاتها الطويلة شراءها برمجيات quot;QNXquot; من شركة quot;هارمان انترناشونالquot;في أبريل/ نيسان من العام الحالي.

ومنذ مطلع القرن الجديد، خاضت quot;آي آر إمquot; سلسلة من الدعاوى القضائية وكلها تتعلق بانتهاك شركات أخرى قوانين البراءات. ومن هذه أنها قاضت منافستها quot;غلينار إلكترونكسquot; قائلة إنها سرقت منها براءة quot;صندوق البريد الإلكتروني المنفردquot; في العام 2001، لكن القضية سويّت خارج المحكمة.

وفي 2002 قاضت الشركة quot;غود تكنولوجيquot; قائلة إنها تستخدم بحوثها من دون إذن متفق عليه، كما سويت القضية خارج المحكمة أيضا. وفي العام نفسه سجلت الشركة براءة اختراعها لوحة المفاتيح (كيبورد) للهواتف الجوالة. ومضت لمقاضاة شركة quot;هاندسبرينغquot;، التي نسبت الاختراع لنفسها، وأرغمتها على شراء ترخيص التكنولوجيا منها باعتبارها المبتدعة.

ثم خاضت نزاعاَ قضائياَ مطولاَ مع شركة quot;إن تي بيquot; حول بعض جوانب التكنولوجيا المستخدمة في تصنيع البلاك بيري. وانتهى هذا النزاع بعدما دفعت quot;آي آر إمquot; تسوية بلغت 612.5 مليون دولار لـquot;إن تي بيquot; التي وافقت بعد ذلك على إسقاط الدعوى. وفي يناير/ كانون الثاني من العام الحالي طالبت quot;موتورولاquot; بحظر استيراد هواتف بلاك بيري الى الولايات المتحدة قائلة إنها تشكل انتهاكا لخمس براءات خاصة بها. وما زال هذا النزاع بانتظار التوصل الى نتيجة له.